بقلم - مكرم محمد أحمد
تستعد مصر مع بداية العام الجديد لإطلاق قمر صناعى تحت مسمى إيجيبت سات - إيه, كان مقرراً إطلاقه قبل نهاية العام لكن مصر طلبت تأجيل إطلاقه إلى العام الجديد، وتؤكد مواصفات القمر الصناعى المصرى أنه يستطيع التصوير بصورة عالية الدقة وتحديد الأشكال الموجودة على الأرض التى يصل قطرها إلى حدود متر واحد ويتضمن ذاكرة ذات حجم أكبر وسيكون قادراً على حماية نفسه، لا تتأثر أجهزته بأى عوامل خارجية، ومن الصعب أن يخرج عن مداره أو يتم فقدانه فى الفضاء كما حدث مع القمر الصناعى الذى تم إطلاقه فى أبريل عام 2014 لمصلحة الهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بُعد، وقال الباحث المصرى فى علوم الفضاء فى جامعة سان بطرسبرج الروسية محمد عصام إن القمر الصناعى المصرى الجديد المُنتظر إطلاقه من قاعدة بايكونور فى كازاخستان بديلاً عن القمر المفقود منذ 3 سنوات يستطيع مقاومة العواصف والرياح الشمسية ويمكنه التنبؤ بحدوثها ويملك خاصية إغلاق دوائره الكهربائية حتى وقت معين إلى أن تمر هذه العواصف، كما أنه مزود بتلسكوب يسد احتياجات مصر من الصور التى تساعد فى مراقبة المناطق الحدودية ورسم خطط التنمية.
وكان وزير التجارة والصناعة المصرى عمرو نصار قد وقع عدداً من الاتفاقيات المتعلقة بجهود إحياء بعض الصناعات الإستراتيجية التى تهم مصر، إضافة إلى وثيقة الإطار العام للمفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسى الاقتصادى، والتى تم الاتفاق على خطوطها العريضة فى الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس السيسى إلى موسكو خلال شهر أكتوبر الماضى وتم خلالها تأكيد أهمية تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين مصر وروسيا والإسراع بتنفيذ أولى المحطات النووية المصرية فى منطقة الضبعة، وتنشيط المنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس.
وكان عمرو نصار قد التقى خلال زيارته الأخيرة لموسكو مع ستانسيلاف لازوتكين رئيس مجلس إدارة مجموعة ميت بروم الروسية العاملة فى مجال الصناعات المعدنية لبحث مشروع تطوير صناعة الحديد والصلب المصرى، حيث جرى بحث مشروعين مهمين، أولهما إنشاء مصنع لإنتاج حديد التسليح بالمنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس بطاقة إنتاجية تُقدر بـ 150 ألف طن سنوياً واستثمارات تُقدر بـ 60 مليون يورو، وثانيهما إعادة تحديث مجمع الحديد والصلب بحلوان وزيادة قدرته الإنتاجية لتصنيع نصف مليون طن من حديد البيليت سنوياً باستثمارات تُقدر بنحو 150 مليون يورو، كما وقعت مصر وروسيا قبل نهاية هذا العام أكبر عقد فى تاريخ السكك الحديدية المصرية يشارك فى تنفيذه أكثر من 70 من الشركات الروسية، وأكد الممثل التجارى الروسى فى مصر أن العقد يشمل فى مرحلته الثانية إنشاء مصنع لإنتاج 200 عربة ركاب بتصنيع محلى لا تقل نسبته عن 60%، وأكد الممثل التجارى الروسى أن الشركات الروسية سوف تقوم حتى نهاية هذا العام بتحديث مؤسسات الحديد والصلب وتشييد البنية التحتية للسكك الحديدية وبناء مصانع إنتاج السيارات فى المنطقة الروسية فى محور القناة، وأن مصر استقبلت خلال الفترة من عامى 2017 و 2018 أكثر من 120 وفداً لرجال الأعمال الروس لتنفيذ مشاريع مشتركة فى مجالات التنقيب عن الغاز والنفط والطاقة النووية والتعدين والنقل بالسكك الحديدية وإنتاج السيارات والآلات الزراعية والأدوية، وأن حجم الاستثمارات الروسية فى مصر قد تجاوز 5 مليارات دولار، 60% منها يتركز فى قطاع الطاقة، وأعلن الممثل التجارى نيو كلاى أصلانوف أن المنطقة الصناعية فى محور القناة شرق بورسعيد ستقام على مساحة 5٫25 مليون متر مربع وأن أعمال البناء فى المرحلة الأولى منها تقدر بنحو 190 مليون دولار وسيتم إنتاج منتجات بتكلفة تبلغ 63 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2026، وأن التكلفة الاستثمارية للمشروع تصل إلى أكثر من 7 مليارات دولار تخلق أكثر من 35 ألف فرصة عمل، كما أكد أصلانوف أن الشركات الروسية تحرص على المشاركة فى مشروعات بناء العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة دمياط للأثاث وتطوير البنية التحتية لتخزين الحبوب وتحديث السكك الحديدية ومترو الأنفاق وبناء سُفن الركاب البحرية والنهرية وإنتاج المستحضرات الصيدلانية فإذا أضفنا إلى هذا العدد الضخم من الصناعات الأساسية مع المصانع الحربية خاصة مصنع الدبابات 62 فإن ذلك يعنى أن روسيا هى الشريك الأكبر فى عملية التنمية الصناعية فى مصر.