اليهود قلقون من انحياز ترامب

اليهود قلقون من انحياز ترامب!

اليهود قلقون من انحياز ترامب!

 العرب اليوم -

اليهود قلقون من انحياز ترامب

بقلم - مكرم محمد أحمد

قبل بضع سنوات كان العرب يضعون أيديهم على قلوبهم كلما وقعت جريمة عدوان على معبد يهودى، خشية أن يكون الفاعل عربى الأصل أو فلسطينى الجنسية هُدم منزله أو قُتل ابنه أو قطعت زيتونته لتبدأ عملية تشهير واسعة بالعرب المملوئين بالكراهية المعادين للسامية، رغم أنهم ساميون، وقبل يومين قتل مواطن أمريكى فى مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا 11 يهودياً وجرح أربعة ضباط شرطة فى هجوم بشع على كنيس يهودى أثناء خدمة الصلاة، اقتحم المواطن الكنيس وهو يشهر بندقيته الآلية وثلاثة مسدسات يطلق منها النار تباعاً على المصلين وهو يصرخ الموت لليهود، فى جريمة بشعة استغرقت 10 دقائق، لم يعرف بعد إن كان اليهود قتلوا ابنه أو هدموا داره أو أحرقوا زيتوناته، لكن ارتكب جريمته لعدائه الشديد للسامية وكراهيته العنصرية غير المبررة لليهود، وما زاد من أثر الجريمة السياسى التى اعتبرت أسوأ هجوم معاد لليهود فى تاريخ الولايات المتحدة التى تضم العدد الأكبر من يهود العالم بعد إسرائيل، أن الجريمة وقعت قبل أيام معدودات من موعد انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى بمجلسيه، النواب والشيوخ المقررة فى السادس من نوفمبر المقبل وانعكاساتها المتوقفة على مستقبل الرئيس الجمهورى دونالد ترامب، حيث تعتبر بمثابة استفتاء على شعبية الرئيس الأمريكى وسياساته التى انتهجها منذ وصوله إلى البيت الأبيض قبل عامين، يتعرض الرئيس ترامب لحملة انتقادات حادة وسط حالة انقسام وجدل شديدين حول أدائه خلال هذين العامين، إلى جانب الاتهامات والفضائح الشخصية التى تلاحقه وأكثرها أنتشارا أنه مزق البلاد وزاد من نزعتها العنصرية، ويتحمل جزءاً غير قليل من المسئولية فى حادث الهجوم على الكنيس اليهودى لأنه يشجع اليمين القومى الأمريكى الذى يؤمن بتفوق العرق الأبيض والتى أتت بظلالها ليس فقط على صورة الرئيس ولكن على فرص الحزب الجمهورى فى الانتخابات الدقيقة المقبلة!. 

وبينما يأمل الديمقراطيون فى الحصول على أغلبية مجلس النواب فى التجديد النصفى المقبل، تساندهم معظم استطلاعات الرأى العام يعتقد الجمهوريون أنهم سيفوزون بأغلبية مجلس الشيوخ ويرون أن شعبية الرئيس ترامب تتصاعد رغم كل هذه الانتقادات لأن الاقتصاد الأمريكى يحقق نجاحاً مطرداً أدى إلى هبوط نسب البطالة إلى أدنى معدلاتها، وأن كل المؤشرات تؤكد أن ترامب سوف يترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة وسوف يفوز بفترة رئاسية ثانية، ورغم أن الديمقراطيين عازمون على استغلال ما تثيره سياسات ترامب الشعبوية التى لا تخلو من ملامح عنصرية ضد الأقليات من ذوى الأصول الإفريقية واللاتينية أو الديانات الأخرى خاصة الإسلام، لحفز وتشجيع قواعدهم للمشاركة بكثافة والتصويت لمصلحة مرشحى الحزب الديمقراطى فى الانتخابات النصفية المقبلة، إلا أن ذلك ليس كافياً لحصول الديمقراطيين على أغلبية المجلسين، النواب والشيوخ، لأن الحزب الديمقراطى يعانى فضلاً عن انقسامه الشديد من تمسك بعض قياداته القديمة بمواقعها وعدم سماحها بضخ دماء جديدة فى قيادة الحزب، بما يضعف قدرة الديمقراطيين على التغلب على شعبية الرئيس ترامب، لكن يبقى الاقتصاد عاملاً حاسماً فى تحديد نتائج التجديد النصفى لانتخابات الكونجرس بمجلسيه.

وقد يساعد الديمقراطيين على كسب أغلبية مجلس النواب، إحساس متزايد داخل الشعب الأمريكى بفجاجة، بعض تصرفات الرئيس ترامب التى تشير إلى قدر من العنصرية البيضاء يصعب إنكارها والتى مزقت المجتمع الأمريكى إلى حد أن الجميع يسأل، أين ذهبت أمريكا؟ وفى حادث إطلاق النار على المصلين اليهود فى كنيس بيتسبرج حمل رجال الدين اليهود الرئيس ترامب مسئولية جزئية عن الحادث، وقالوا فى رسالة مفتوحة إلى ترامب «لقد شجعت أقوالكم وسياساتكم حركة قومية للبيض تتسع يوماً وراء يوم استهدفت تعريض الأقليات للخطر، وأنهم يرون ألا يلقى الرئيس الأمريكى ترحيباً كاملاً فى مدينة بيتسبرج إن أراد المجىء إذا لم يكف عن استهداف الأقليات وتعريضها للخطر، وعن مهاجمة المهاجرين واللاجئين ويدين بلا تحفظ النزعة القومية للبيض» وقد يكون نجاح الديمقراطيين فى كسب أغلبية مجلس النواب هو الحل الصحيح لمشكلة الرئيس ترامب، الذى يعتقد كثيرون أن سيطرة الجمهوريين على المجلسين وفوز الرئيس ترامب بفترة رئاسية ثانية بما يجعله أكثر شططاً فى نزعته العنصرية، وربما يختلف الأمر إذا فاز الديمقراطيون بأغلبية مجلس النواب.

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليهود قلقون من انحياز ترامب اليهود قلقون من انحياز ترامب



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية
 العرب اليوم - مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط
 العرب اليوم - 3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 10:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتقاء شهيدين فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال غزة

GMT 07:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 05:49 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab