أردوغان وكارثة سيد قطب

أردوغان وكارثة سيد قطب!

أردوغان وكارثة سيد قطب!

 العرب اليوم -

أردوغان وكارثة سيد قطب

بقلم - مكرم محمد أحمد

عندما تعكف تركيا أخيراً وبأوامر مباشرة من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وكبار مستشاريه على الاحتفاء بسيد قطب إمام التكفيريين الذى أصبح الرمز الأول لتنظيم داعش، واتهم المصريين قاطبة بالضلال والخروج على الإسلام رغم أنهم أكثر شعوب العالم تدينا والتزاما بصحيح الإسلام، واعتبر النظام العالمى كله نظاما كافرا يستحق التدمير!، وطالب المسلمين جميعا بالخروج بالسلاح فى حرب جهادية ضد الجميع تشمل العالم اجمع والا كانوا من الكافرين, رغم ان الاسلام الصحيح لم يفرض الحرب الا دفاعا عن النفس والعرض وردا لعدوان الآخرين, فما الذى يمكن أن ننتظره من تركيا وقد أعلنت جهاراً من داخل واحد من مراكزها الثقافية المهمة فى جامعة مارتين التركية، أن فكر سيد قطب التكفيرى وأدبياته حول الحاكمية والجاهلية هى إلهامات ربانية وتراث إنسانى أسهم فى صناعة مشاريع سياسية عديدة، من بينها المشروع السياسى المعاصر فى تركيا!، رغم أن شخوصا مهمة من تلاميذ سيد قطب أبرزهم يوسف القرضاوى لم يتردد فى أن يعانى فى كتابه أولويات الحركة الإسلامية، أن تصورات سيد قطب الإسلامية تشكل الآن الدعائم الأساسية للجماعات المتطرفة فى تكفيرها للمجتمعات الإسلامية وقتالها!

وإذا كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يعتبر الآن فكر سيد قطب التكفيرى تراثاً إنسانيا مُلهما ينبغى أن تتبناه الدولة التركية فى تصديرها للثورة الإسلامية، فما الذى يمكن أن ينتظره العالم الإسلامى من دعاوى الإفك التركية سوى الخراب والقتل والتدمير وتشجيع التطرف والإرهاب؟!، وهل يمكن لعلماء المسلمين وفى مقدمتهم الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الصمت على هذا الإفك والضلال، خاصة أن مؤتمرا مُهما يعقده حكماء المسلمين الآن فى دولة الإمارات المتحدة، ويحضره شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان وعدد من رؤساء الكنائس المسيحية، هدفه الأول تأكيد سماحة الدين الإسلامى ووسطيته واعتداله، وتعزيز الحوار بين مختلف الحضارات والأديان، وتأكيد حق جميع الأديان فى حرية العبادة والاعتقاد..، ثم لماذا اختار الرئيس التركى أردوغان هذا التوقيت ليعيد تشويه صورة الإسلام ويجعل من تصدير العنف والإرهاب رسالة بغيضة لأكثر الأديان السماوية تسامحا وعقلانية ورحمة، والاسلام بالكاد يبرأ من صورته القديمة التى ألصقها به الإرهاب!

إن تُراث سيد قطب لم يكن أبدا تُراثا مصريا ينتمى إلى تجربة مصر وترابها، ولكنه تُراث إخوانى صميم و بامتياز، نعرف بداياته الأولى فى الكثير من أفكار حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، تراث مشبوه لا تزال تربطه جذور عميقة بالاحتلال البريطانى لمصر ومؤسسات وأجهزة المعلومات والمخابرات البريطانية، رفضته مصر على نحو قاطع ونهائى ولا تزال ترفضه، وشتان الفارق بين الموقف التركى الذى يُنمى مشاعر البغض والكراهية ويبث سموم التطرف والعنف فى الإنسانية جمعاء، والموقف المصرى الذى يدعو إلى التسامح والتعارف وتبادل المصالح وحرية الاعتقاد، ويبنى إلى جوار مسجد الفتاح العليم أكبر كاتدرائية قبطية فى الشرق الأوسط.

ولا أظن أن الإنسانية سوف تكون آمنة ومستقرة تنعم بثمار جهدها الحضارى، إن نجحت دعاوى تركيا وأردوغان وجماعة الإخوان فى بعث أفكار سيد قطب من جديد باعتبارها تُراثا فكريا وإلهامات إلهية، كما يؤكد ياسين أقطاى مستشار أردوغان والمتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركى خلال محاضرته فى مؤتمر الاحتفاء بأفكار سيد قطب الأخير، لأن ما يدعو إليه سيد قطب هو فكر شيطانى يستحق الاجتثاث، لابد أن يندثر، لأنه لا يحمل للإنسانية سوى الشر والحرب والدمار.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان وكارثة سيد قطب أردوغان وكارثة سيد قطب



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط
 العرب اليوم - 3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab