لماذا تشترى مصر كل هذه الأسلحة

لماذا تشترى مصر كل هذه الأسلحة؟

لماذا تشترى مصر كل هذه الأسلحة؟

 العرب اليوم -

لماذا تشترى مصر كل هذه الأسلحة

مكرم محمد أحمد
بقلم - مكرم محمد أحمد

فى مداخلته الأخيرة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لحرب أكتوبر، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن ما حدث فى عام 73 يمكن أن يتكرر مرة أخرى إذا تجدد عدوان إسرائيل على مصر، ولا ينبغى النظر إلى حرب أكتوبر (الآن) باعتبارها حدثا استثنائيا فريدا غير قابل للتكرار، رغم أنها فى إطار واقعها التاريخى تدخل فى نطاق المعجزات، لأن مصر تملك الآن جيشا قويا متماسكا يستطيع مواجهة التحديات الجديدة التى تواجه مصر، ويستطيع تغيير موازين القوى التى اختلفت عما كان عليه الوضع عندما خاض الجيش حرب أكتوبر 73، وهى مستمرة فى تقوية جيشها حجما وعتادا تحسبا لأى تحد قادم. وأظن أن ثوابت الفكر الإستراتيجى المصرى لا تزال تؤكد أن إسرائيل التى تعتبر الحرب عين وجودها، ولا تزال ترفع شعارها الشهير (أنا أُحارب إذن أنا موجود) لا يردعها عن العدوان سوى قوة الجيش المصرى التى تجعلها تقبل بالسلام مع مصر، وتسليم أرض سيناء كاملة، والامتناع عن أى عدوان جديد على أراضيها، فضلا عن سعى إسرائيل المستمر لبناء علاقات جديدة مع مصر، تخلو تماما من كل صور محاولاتها القديمة للهيمنة، لأن إسرائيل باتت تعرف جيدا أن من ثوابت الفكر الإستراتيجى المصرى، أن السلام بحاجة إلى قوة تسانده وتحميه، وأن مصر ينبغى أن تكون قادرة على ردع العدوان حتى يرتدع بالفعل، ومن المؤكد أن هذا العامل هو أول الدوافع التى تجعل مصر حريصة على تطوير جيشها مهما يكلفها بما يمكن الجيش من إلحاق الهزيمة بأى عدوان محتمل، ويدخل ضمن إستراتيجية مصر أيضا أن قوة مصر ينبغى أن تكفل لها حماية ثرواتها، وإذا كان الغاز المصرى الذى تم اكتشاف حقوله الغنية فى منطقة ظهر على مسافة 80 كيلو مترا داخل البحر الأبيض يمثل جزءا مهما من ثروة مصر، يصبح من البدهيات أن ترفع مصر قدرتها العسكرية بما يمكنها من حماية حقل ظهر، وحماية ثرواتها أيا كان موقعها داخل حدود الوطن المصرى خاصة إذا كانت ثروة مصر من حقول الغاز شرق المتوسط تؤهلها لأن تكون مركزا إقليميا للطاقة يفيد نفسه ويفيد دول الجوار، وما يجعل حماية مصر لثرواتها الغازية فى المتوسط ضرورة حتمية وجود مخاطر عسكرية تركية تعززها نيات عدوانية واضحة تتمثل فى دبلوماسية البوارج الحربية التى تفرض على مصر العمل على حماية منشآتها البحرية فى عمق المتوسط. ولذلك نجحت مصر السيسى فى تنويع مصادر سلاحها، وشهدت الترسانة المصرية تنوعا كبيرا مكنها من التغلب على المصاعب التى حدثت عام 2013، عندما قطعت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية عن مصر لأن الجيش المصرى ساند جهود الإطاحة الشعبية بالرئيس الإخوانى محمد مرسى وإذا كان البعض يعتقد أن مصر أصبحت ثالث أكبر مستورد للأسلحة بعد الهند والسعودية رغم مصاعبها الاقتصادية بما زاد حجم واردات مصر من الأسلحة أخيرا إلى حدود تقرب من 300%، فإن الحقائق المصرية تؤكد أن هذه الزيادة الطارئة تبررها مخاطر ضخمة تفرض ضرورة حماية ثروة مصر الغازية فى عمق المتوسط التى يتطلب حمايتها قوة تدخل سريعة التحرك قادرة على خوض معركة دفاعية على مسافة 80 كيلو مترا فى عمق المتوسط، يفرض وجودها دبلوماسية البوارج التركية، وأن هذا الإنفاق الزائد لا يمثل سياسة ثابتة بقدر ما يمثل سياسات طارئة يفرضها ضرورة معالجة أوجه نقص ملحة تهدد أمن مصر القومى، لكن مصر لن تكون أبدا دولة عدوان مدججة بالسلاح هدفها العدوان على أى من جيرانها، لأن غاية مصر هى أمن الشرق الأوسط واستقراره وإخلاء مناطقه من كل الأسلحة النووية. وتأتى التدريبات العسكرية المشتركة مع كل الأطراف الدولية بما فى ذلك روسيا بعد انتهاء مناورات النجم الساطع مع الولايات المتحدة، وعدد من الدول العربية والتى انتهت فى سبتمبر الماضى عقب تدريبات مصرية مع قوات بريطانية بما يظهر الثقل العسكرى لمصر فى منطقة الشرق الأوسط التى تجابه مخاطر إقليمية نتيجة تعارض مصالح قواها الإقليمية، فضلا عن انتشار جماعات الإرهاب التى لا تزال بقايا فلولها تعمل فى سيناء رغم التدمير الشامل الذى حصل لبنيتها الأساسية والخسائر الضخمة فى صفوف كوادرها وقياداتها الرئيسية الذين يتساقطون فى كل مكان، وما من شك فى أن تأمين قناة السويس أهم مجرى ملاحى فى العالم فى هذه المنطقة الحاسمة على حافة سيناء يؤكد قدرة مصر الفائقة على حماية مصالح العالم، وتأمين أهم مرفق عالمى للتجارة الدولية تتعلق به مصالح المجتمع الدولى.

 

arabstoday

GMT 13:32 2024 الأحد ,04 آب / أغسطس

مدن الصيف: فسحة مش لطيفة خالص

GMT 20:06 2024 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

فتحى سرور

GMT 19:24 2024 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الجيل الرابع؟!

GMT 21:51 2024 الإثنين ,05 شباط / فبراير

«الشوطة التى شالت فيتوريا»!

GMT 19:39 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

رهانات الحكومة الخمسة لعلاج الجنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تشترى مصر كل هذه الأسلحة لماذا تشترى مصر كل هذه الأسلحة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية
 العرب اليوم - مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط
 العرب اليوم - 3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 10:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتقاء شهيدين فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال غزة

GMT 07:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 05:49 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab