بقلم : مكرم محمد أحمد
رغم ان حافزها الاول لقبول بضعة آلاف من اللاجئين السوريين في ألمانيا كان تغطية النقص الحاد في اليد العاملة حفاظا علي قدرة البلاد الإنتاجية، لقيت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل هزيمة صعبة في موطنها الانتخابي عقابا لها علي السماح بهجرة الاجانب إلي المانيا!، وانزل الناخبون خسائر ضخمة بحزبها هبطت به إلي المستوي الحزبي الثالث!، وظهرت، داخل الحزب حركة تمرد واسعة تدعو إلى البحث عن بديل ميركل، لان الناخبين الألمان يصرون على عقابها في الأنتخابات العامة التي تجري في العام المقبل تحت ضغوط اليمين العنصري الذي يجتاح اوروبا، رغم ان المستشارة ميركل حققت علي امتداد السنوات السابقة الاستقرار السياسي والمكانة الرفيعة لألمانيا في أوروبا وقوة النفوذ علي مستوي العالم أجمع.
وكما يطالب المرشح الامريكي الجمهوري ترامب ببناء حائط خرساني علي طول حدود الولايات المتحدة مع المسكيك يمنع الهجرة، ويهدد بأن يطرد خارج امريكا في أول ايام تنصيبه ثلاثة ملايين مهاجر لايملكون وثائق هجرة، يتوافق البريطانيون والفرنسيون علي بناء حائط خرساني ضخم في ميناء كاليه علي بحر المانش يمنع وصول المهاجرين اللذين يريدون التسلل إلي انجلترا..،وبالطبع فان الفضل الاول لانتشار سياسات العزل العنصري من خلال الجدران الشاهقة يعود إلي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو، بعد ان سمح له العالم ببناء جدار الفصل العنصري الكريه الذي يفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين في الارض المحتلة.
ولايبدو ان سياسات الفصل العنصري التي تجتاح أوروبا ضد هجرة الجنوب إلي الشمال يمكن ان تخف حدتها بعض الشىء في القريب العاجل،علي العكس تتكرس هذه السياسات وتعمق ويزداد رسوخها إلي حد ان هناك من يفكرون في وقف جهود إنقاذ الاف الغرقي من الأفارقة والعرب الذي يبتلعهم البحر الابيض امام الشواطئ الايطالية، وهم يحاولون الوصول إليها عبر قوارب متهالكة تخرج من الساحل الليبي،بحجة انهم يستحقون عقاب الموت كما أن محاولات الإنقاذ تتكلف كثيرا!!.
ومع الاسف لايبدو ان جهود التنمية في القارة الإفريقية كافية بما يمكن المواطنين الأفارقة من البقاء في بلادهم، علي العكس تزداد دوافع الهجرة إلي الشمال تحت ضغوط الجفاف والفقر المتزايد، الذي يصل إلي حد المجاعة، وتزداد علي الناحية الاخري مقاومة اليمين العنصري المتطرف للهجرة التي اصبحت الخطر الأول الذي يهدد الامن الاوروبي.