بقلم : مكرم محمد أحمد
ما الذي يدفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو إلي ان يزور روسيا اربع مرات خلال هذا العام؟!، وهل تستحق خطوطه الحمراء التي تخلص في ضرورة التنسيق المشترك فوق سماء سوريا لمنع اي صدام جوي يقع بطريق الخطأ بين الطائرات الاسرائيلية والطائرات الروسية، إضافة الي منع حزب الله من الحصول علي اسلحة حديثة متطورة، هذه الزيارات التي وصفها سياسي عربي بانها نوع من اللهاث الاسرائيلي وراء موسكو،ام أن هناك اهدافا إسرائيلية أخري تتجاوز كثيرا أهداف إسرائيل المعلنة وبينها الاحتفال بمرور 25 عاما علي العلاقات الروسية الإسرائيلية!.
أغلب الظن أن إسرائيل تدرك جيدا ان الوجود الروسي شرق المتوسط أصبح حقيقة استراتيجية قائمة لا مفر من التعامل معها، وأن روسيا سوف تظل لامد زمني طويل قادم جزءا من معادلة مستقبل سوريا، ولهذين السببين جاءت زيارات نيتانياهو حفاظا علي مصالح إسرائيل الامنية بعد أن أصبحت روسيا طرفا مهما في معادلة الامن الإسرائيلي!.
وما يزيد من خطورة الوضع القائم في سوريا انهيار الهدنة المؤقتة التي توافق عليها الروس والامريكيون في جنيف، واعلان الرئيس بشار الأسد عزمه علي تحرير كل شبر من الارض السورية لايزال يقع تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة، وهو هدف يصعب تحقيقه دون معاونة روسية أساسية تتمثل في المساندة الجوية لعمليات الجيش السوري التي تضاعفت أخيرا ثلاث مرات.
ولا يعرف بعد إلي اي حد يمكن ان يتوافق الروس مع هدف بنيامين المعلن بضرورة تقليص الوجود العسكري الايراني في سوريا والحيلولة دون ان تصبح سوريا قاعدة متقدمة لايران، خاصة أن سوريا تستعين في حربها البرية علي منظمات المعارضة المسلحة بقوات من حزب الله ودعم إيراني عسكري واضح من الحرس الثوري الايراني، بينما يتركز العون الروسي الآن علي الدعم الجوي في الاغلب، إضافة إلي ان وزراء دفاع سوريا وروسيا وإيران يجتمعون الآن في طهران لبحث تعزيز قدرة سوريا علي تحرير اراضيها، غير ان الامر المؤكد وسط كل هذه التكهنات ان التفاهمات الروسية الإسرائيلية تجاوزت كثيرا خطوط نيتانياهو الحمراء لتشمل محاولة توافق الجانبين الروسي والإسرائيلي علي صورة مستقبل سوريا واثرها علي امن إسرائيل.