بقلم : مكرم محمد أحمد
مع أن الأمن الفيدرالي أعلن بوضوح قاطع أنه ليس هناك ما يدعو إلي توجيه أي اتهام جنائي للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بسبب قضية تسريب بريدها الالكتروني، كما لم يثبت علي نحو جاد أنها استثمرت وضعها كوزيرة للخارجية الأمريكية في تحقيق مطالب خاصة لعدد من الممولين الكبار الذين أسهموا في تعزيز مؤسسة كلينتون الخيرية،إلا أن إقرار الامن الفيدرالي بأن وزيرة الخارجية هيلاري استخدمت هي وهيئة مكتبها أساليب غير رسمية لتخزين مواد ومعلومات حساسة في بريدها الالكتروني أكدتها وثائق التحقيق، كما أن تسريب بريد هيلاري الإلكتروني يكشف عن قدر من التسيب واللامبالاة، الأمر الذي أحدث ضررا بالغا في موقفها الانتخابي وقلل حجم الفروق في استطلاعات الرأي العام بينها وبين منافسها الجمهوري ترامب إلي حدود 4% فقط، وكانت هذه الفروق قبل أسبوع واحد تتجاوز 10% في معظم الولايات الأمريكية!، بما ساعد علي إحياء آمال ترامب من جديد في إمكان أن يحقق الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في نوفمبر المقبل، إذا تمكن من التفوق علي هيلاري في الحوارات الثلاثة التي تجري بين مرشحي الرئاسة ويبدأ أولها آخر سبتمبر.
وبرغم أن استطلاعات الرأي العام لا تزال تعتبر كيلنتون الأكثر تقدما كما تعتبر حملاتها الانتخابية الأكثر تنظيما وتمويلا، إلا أن كلينتون فقدت نسبة الحسم التي كانت تملكها في ولايات كثيرة تكاد الفروق تتلاشي فيها الآن مع منافسها ترامب أو تهبط إلي حدود لاتزيد علي 4%، فضلا عن أن كثيرا من الأمريكيين يرون في انتخابات الرئاسة الراهنة عبئا ثقيلا يزيد من مصاعب الاختيار لأن كلا من المرشحين هيلاري وترامب لا يتمتعان بدرجة عالية من التعاطف مع الناخبين، وهذا ما يفسر زيادة عدد الناخبين الذين لم يتمكنوا من حسم موقفهم الانتخابي برغم اقتراب موعد الانتخابات العامة، ولاتزال هيلاري رغم الهبوط الحاد في نسب تفوقها علي ترامب تتفوق في أصوات الناخبين الأمريكيين من أصول إفريقية وإسبانية، وفي أصوات النساء عموما وبين البيض الحاصلين علي شهادات عليا، وداخل النخب الاقتصادية والسياسية والفكرية بما يحفظ لهيلاري فرص الفوز بفروق هامشية محدودة، إلا ان يرتكب ترامب في غضون الأسابيع القادمة خطأ ضخما يوسع هوامش نجاح هيلاري، ويطمئن الديمقراطيين إلي نجاح فرص كسبهم معركة الرئاسة مع تحقيق أغلبية مريحة في مجلس الشيوخ.