بقلم : مكرم محمد أحمد
يعتقد خبراء المناخ أن الموجة شديدة الحرارة التي تتعرض لها المنطقة العربية من السعودية إلي المغرب هذا الصيف، مقدمة لتغيرات مناخية أكثر سوءا، سوف تتعاقب علي المنطقة خلال العقود القليلة القادمة، ترتفع خلالها درجات الحرارة إلي ما فوق قدرة الانسان علي الاحتمال!، وتؤدي إلي شح الامطار وازدياد الجفاف إضافة إلي العديد من الظاهرات الطبيعية تشكل تحديات غير مسبوقة لسكان 22دولة عربية، سوف ترتفع اعدادهم عام 2050 إلي حدود 600مليون نسمة، يواجهون تحديات جديدة خطيرة يمكن ان تؤدي إلي حروب وصراعات علي المياه، وموجات هجرة ضخمة تهدد أستقرار المنطقة!.
وفي أجزاء عديدة من الامارات وإيران جاوزت درجة الحرارة في شهر يوليو هذا العام المعتاد، بينما وصلت في الكويت والعراق مع نهاية شهر يوليو إلى معدلات مرتفعة جدا، بما يجعل الخروج إلي الشوارع أقرب إلي رحلة علي الاقدام وسط جهنم!..،وعادة ما يمتنع الجميع عن الخروج عندما تصل درجة الحرارة إلي هذه المستويات غير المسبوقة التي وصلتها هذا العام بزيادة تتراوح ما بين 10و 20درجة..،وما يزيد من سوء الموقف وصعوبته الارتفاع المتزايد في مستويات مياه البحار والمحيطات بسبب سرعة ذوبان جليد القطبين بما يحمله ذلك من أخطار صخمة، تهدد بغرق كثير من سواحل المنطقة في ظاهرة خطيرة يؤكد علماء المناخ انها تعمل بنشاط وترفع مستويات المياه في البحار والمحيطات بنسب يسهل الآن قياسها وتحديدها.
ويزيد من صعوبة الموقف في العراق انقطاع الكهرباء لاكثر من 12 ساعة يومية تتحول فيها الحياة إلي جهنم، ويمتنع ظهور الناس في الشوارع، وتتحول المدن إلي مدن اشباح غاب سكانها، وبالطبع يزداد الوضع صعوبة في مناطق عمليات القتال التي تشنها القوات العراقية علي بقايا تنظيم داعش ومناطق الاستعدادات التي تجري علي قدم وساق لتحرير مدينة الموصل.
وفي تحذير مهم صدر عن الامم المتحدة نبه خبراء المناخ حكومات المنطقة إلي ضرورة ان تستعد لمواجهة موجات من الغضب الشعبي خاصة في دول عديدة لاتزال محدودة الامكانات والقدرة علي تجديد ودعم شبكات الطاقة، بينما تمكنت دول أخري من توفير قدر من الطاقة ساعد الناس علي التكيف مع درجات الحرارة المتزايدة ومكنهم من ان يعبروا الازمة دون صعوبات كبيرة.