بقلم : مكرم محمد أحمد
هل يمكن ان يكون هناك اسلام فرنسى له ملامحه الخاصة التى تميزه وتعطيه نكهة خاصة كما ان هناك إسلاما سنيا وإسلاما شيعيا؟!، ام ان ثوابت الاسلام الراسخة تجعل منه دينا واحدا، تتفاوت اجتهادات البعض حول فروعه ومتغيراته لكن الاصل ثابت؟!..، وفى فرنسا يتحدثون الآن عن امام مسجد بوردو اشهر مدن فرنسا فى صناعة النبيذ الاحمر (طارق ابرو)مغربى الاصل أصبح مواطنا فرنسيا عام 1980، يشغل منصب امام جامع بوردو ورئيس جاليتها المسلمة، يرى التقارب شديدا بين قيم الاسلام وقيم الثقافة الفرنسية فى مناداتها بالحرية والاخاء والمساواة،ويصرعلى استخدام اللغة الفرنسية فى مسجده إلى جوار اللغة العربية، ويأمل فى ان يتمكن يوما ما من ان يجعل المسلمين الفرنسيين مهما تكن اصولهم يحسنون مخاطبة الله باللغة الفرنسية، ولا يهتم كثيرا بما ترتديه المرأة الفرنسية، ولايتحمس لارتداء النساء الحجاب او البركينو (ملابس البحر الاسلامية) لانه يعتقد ان الاهم، ما تعرفه المرأة الفرنسية عن الاسلام وليس ماترتديه، والاخطر من ذلك انه لايمانع فى دخول المثليين إلى المسجد ان حسنت توبتهم!، ويطالب المسلمين الفرنسيين مهما تكن اصولهم العرقية بان يكون ولاؤهم الاول للدولة الفرنسية يتصرفون كمواطنين صالحين،يدفعون الضرائب ويحترمون القانون ويحاربون تحت العلم الفرنسى ويسهمون فى رفعة الاقتصاد الوطنى لانهم اولا مواطنون فرنسيون، وبرغم ان داعش تدعو إلى قتل امام بوردو إلا انه (كما يقول) ينام ملء جفونه ويرفض اى حراسة حكومية لانه إن اظهر خوفه من داعش فذلك يعنى هزيمة افكاره!.
ومن وجهة نظر طارق ابرو فان التزام فرنسا بحقوق الانسان وقيم الحضارة والمساواة يمثل التزاما بقيم الاسلام الصحيح التى تخدم البشرية جمعاء، ومع انه يمنع الجالية المسلمة من شرب النبيذ إلا انه يحرضهم على حضور حفلات الموسيقي..،وفى كتاب اخيرا نشره فى فبراير الماضي( ماذا تعرف عن الاسلام)، يدعو امام بوردو إلى اسلام فرنسى يزاوج بين روح الاسلام وقيم الحضارة الفرنسية، وربما لهذه الاسباب يتمتع طارق ابرو بتقدير بالغ من النخبة الفرنسية مكنه من الحصول على ارفع وسام فرنسى من طبقة فارس، كما تم اختياره مستشارا للحكومة الفرنسية، ومن المحتمل ان يكون وزيرا لو ان عمدة بوردو اليان جوب نجح فى انتخابات الرئاسة الفرنسية القادمة، وكما ان هناك مؤيدين كثيرين لطارق ابرو يعتبرونه وجها حضاريا للاسلام العصري،هناك من ينتقدونه بمرارة ويعتبرونه مجرد بوق للحكومة الفرنسية!.