بقلم : مكرم محمد أحمد
أورد الرئيس التركى رجب الطيب اردوغان بلاده مورد التهلكة عندما قرر فى كبرياء اخرق وقف الهدنة والغاء التفاوض
مع مواطنيه الاكراد الذين يتجاوز عددهم 15مليون نسمة ويتركزون فى مناطق جنوب شرق تركيا، وناصبهم العداء عندما منع مقاتليهم من الوصول إلى مدينة كوبانى شمال سوريا التى تكاد تكون مدينة كردية لحماية اهلها، وتصور انه قادر على ابادة الحركة الوطنية الكردية وحرمانها من ان تتطلع إلى مجرد حكم ذاتى يعترف بالهوية الكردية ويمنحها بعض الحقوق الثقافية كما فعل صدام حسين فى كردستان العراق.
لكن اردوغان اغرق تركيا التى حكمها لما يقرب من 15عاما فى مذابح دامية راح ضحيتها حتى الان 40الف قتيل من الجانبين، اخرها وقع فى مدينة اسطنبول عندما تمكنت جماعة كردية من تفجير شاحنة للحرس الجمهورى اودى بحياة 11ضابطا، وقبلها وقعت حوادث مماثلة اشد قسوة فى مدينة انقرة ادت الى سقوط المئات من القتلى والجرحى فى مسلسل عنف دموى لايبدو ان له نهاية قريبة، خاصة ان الاكراد مقاتلون اشداء نجحوا فى تحرير مدينة كوبانى من قبضة داعش ويقودون الان الهجوم الذى يشنه التحالف الغربى على مدينة الرقة عاصمة خلافة داعش فى سوريا،وتربطهم بالولايات المتحدة علاقات تحالف وثيق كما يحسنون الخطاب مع الروس.
ولان الحكمة غادرت رجب الطيب اردوغان منذ ان داخله الغرور الكاذب فى احداث الربيع العربى يكاد يدخل الان فى حرب ابادة ضد الاكراد، يضربهم بالمدفعية بعيدة المدى حول قرى مدينة كوباني، ويقصف بالطائرات تجمعاتهم شمال العراق وقراهم داخل تركيا لياتيه الرد عاجلا فى عملية تفجير ضخمة تجرى فى قلب اسطنبول او أنقرة.
واخطر ما فى الحرب التركية الكردية التى طالت لاكثر من 30عاما اصرار الطرفين على الإضرار ببعضهما إلى الحد الاقصى دون ان يترك اى منهما الباب مواربا، لعل فرصة تفاوض جديد تخرج الطرفين من هذه الازمة البشعة..، وإذا كان الاكراد يكسبون كل يوم المزيد من الاصدقاء الروس والامريكيين والعرب لبسالتهم فى مقاومة داعش، يخسر اردوغان كل يوم المزيد من الاصدقاء ويدخل نفسه فى ازمات متتابعة مع الروس بعد حادث اسقاط الطائرة الروسية ومع الامريكيين الذين يرفضون طريقة تعامله مع الاكراد ومع السوريين الذين يعتبرونه عدوهم الاول ومع غالبية العرب الذين يتشككون فى مصداقيته ومع الداخل التركى الذى يرفض غروره وحماقاته وتسلطه على الحكم والاعلام والجامعات!.