بقلم : مكرم محمد أحمد
يمثل أداء قواتنا المسلحة جزءا مهما من فخارنا الوطنى بعد 6 أكتوبر، لدقة الالتزام بالواجب وحسن التنفيذ وصرامة الايقاع وتكامل الجهود فى تنسيقها المشترك وصولا إلى الهدف، وهذا ما حدث فى سيمفونية العبور العظيم التى رفعت رءوسنا إلى عنان السماء.
ولايزال واحدا من أمانينا الوطنية أن تنتقل بعض هذه المعايير إلى الحياة المدنية، لأننا نلمس دون حاجة إلى خبرة متخصصة الفارق الشاسع بين طريق تشرف القوات المسلحة على تمهيده وطريق آخر يخضع لإشراف الروتين، ولأننا لا نتوقع من قواتنا المسلحة سوى ما يدعو إلى الفخر والاعتزاز، كانت موسيقات القوات المسلحة جزءا من مباهج الحياة المصرية عندما تعزف فى المناسبات الوطنية فتملأ النفوس احساسا غامرا بالمجد والحماس والكرامة، وعندما كانت موسيقات القوات المسلحة تحقق فوزا ساحقا فى المهرجانات الدولية يجعلها تحتل المراكز الأولى فى مناسبات عديدة يملأنا شعور بالفخر لأن حسن أداء موسيقات القوات المسلحة يطمئننا على حسن أدائها القتالي.
وربما لهذه الأسباب أحسست وأحس كثيرون معى جرحا عميقا، عندما نشرت الصحف المصرية نقلا عن مجلة لابوانت الفرنسية الرصينة، أن أداء الموسيقات العسكرية المصرية لنشيد المارسيليز خلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى للرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند فى قصر القبة كان نشازا صعبا أفسد النشيد إلى حد ذبحه!، وأن استخدام البوق والطبل فى توزيع خاطيء يتعارض مع توزيع مقطوعة النشيد ضيع التون الهاديء للنشيد، ومن أسف أن تؤكد لابوانت فى ختام خبرها الجارح أن المشكلة ذاتها حدثت أثناء عزف النشيد الروسى خلال زيارة الرئيس بوتين الأخيرة!
لا أريد أن أعلق طويلا، ولكن إذا صح ما نشرته مجلة لابوانت الرصينة، يصبح من حقنا أن نسأل ماذا حدث لموسيقات القوات المسلحة، وهل هو خطأ مصادفة أم أنه أكبر من ذلك، لأن حسن أداء موسيقات القوات المسلحة يطمئننا إلى حسن أدائها القتالي.