أحلام جماعة الإخوان المستحيلة

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة!

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة!

 العرب اليوم -

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا أظن أن جماعة كاذبة ومنافقة مثل جماعة الإخوان يمكن أن تنجح فى خداع الشعب المصرى الذى خبرها وعرفها لأكثر من 70 عاماً، وشهد تلونها كالحرباء تحت كل الظروف، أيام الملك فاروق، وتحت حكم الاحتلال البريطانى الذى أسبغ عليها رعايته منذ البداية، ولا يزال يرعى فلولها حتى اليوم، ومع بداية ثورة يوليو وهى تداهن عبدالناصر ورفاقه أملاً فى أن تركب موجة الثورة إلى أن اكتشف عبد الناصر خداعها وقطع جميع حبالها مع ثورة يوليو، إلى جريمة المنشية حيث ضبطت متلبسة بمحاولة اغتيال عبدالناصر، وظلت رغم كل الدلائل والقرائن تصطنع البراءة إلى أن نجحت قياداتها فى أن تغسل يدها من الجريمة، عندما أصدر الهضيبى مدونته الشهيرة (لا هم إخوان ولا هم مسلمون)، يتهم الجهاز السرى للجماعة بارتكاب محاولة الاغتيال، تاركاً الآلاف من أعضائها فى السجون ، لتصبح جماعة الإخوان المعطف الذى خرجت من تحته كل جماعات العنف والتكفير والإرهاب فى مصر والعالم العربى .

ضيعت جماعة الإخوان حياة مئات الآلاف من الشباب المصرى والعربى، راحوا ضحية هذا التنظيم الحديدى الذى حوّلهم إلى مجرد أدوات للكراهية والقتل، وببغاوات لا تحسن سوى الاستظهار والحفظ، وقطعان ماشية لا تحسن استخدام عقولها، تعجز عن أن تفكر أو تتأمل أو تتدبر فى خلق الله، لا تجيد سوى العنف، وبرغم الكوارث الضخمة التى ارتكبتها الجماعة على طول تاريخها وضيعت أجيالاً متتابعة من الشباب يندر بل يستحيل أن تجد رؤية نقدية واحدة تراجع أيا من تجارب هذه الجماعة المنافقة التى يحكمها عصبة من الشيوخ ماتت ضمائرهم، ولم يعُد يهمهم سوى أن يبقى التنظيم ويستمر!

التنظيم هو السيد الأكبر وهو قدس الأقداس الذى ينبغى الحفاظ عليه، هو فى نظر الجماعة، أبقى من الوطن، عندما يصبح الإختيار ضرورياً بين التنظيم والوطن فإن الإجابة المعروفة للجماعة « طز فى الوطن» .

والمؤسف والغريب أن تصر الجماعة على الاستمرار فى الكذب رغم علمها بأن أكثر من 90 مليون مصرى عاشوا وعايشوا عن قرب تجربة الجماعة وهى تختطف ثورة يناير من الشباب المصرى الذى انقسم على نفسه لتصبح الجماعة التى كانت ضالعة فى نفاق نظام حكم الرئيس مبارك حتى العظم سيدة الموقف، ضبطت الجماعة وهى تحرق مبنى الحزب الوطنى فى ميدان التحرير وتحاصر أقسام الشرطة وتغلق بالجنازير دور المحاكم وتحاصر المحكمة الدستورية العليا كى يمتنع عليها الاجتماع، وتقود المظاهرات المسلحة من مقر الاعتصام فى رابعة العدوية إلى ميدان التحرير، ورغم أن كل الأحداث موثقة بالصوت والصورة بما فى ذلك حوادث تعذيب المواطنين فى القصر الجمهورى ومجازر كرداسة التى يشيب لها رأس الوليد، تُصر الجماعة الكاذبة على أن التظاهرات كانت سلمية وأنها لم تمارس أيا من صور العنف، والأشد غرابة من ذلك أن تتصور الجماعة أن المصريين ضعاف الذاكرة إلى هذا الحد وأن الناس يمكن أن تصدق الجماعة مرة أخرى، ولأنهم يعرفون جيداً أن العقبة الكؤود التى تمنع عودتهم هى القوات المسلحة تنشط الجماعة، من أجل تقبيح صورة الجيش فى عيون المواطنين تسخر من تضحياته وتصفه بأقذع الاتهامات، لكن المصريين يعرفون جيداً حجم الكراهية التى تكنها الجماعة ليس للقوات المسلحة فقط ولكن لجميع عموم الشعب المصرى الذى خرج فى ثورة يونيو فى أكبر تظاهرة عرفها تاريخ الإنسانية، 40 مليون مصرى يهتفون فى جميع ميادين المدن المصرية يسقط حكم المرشد والجماعة.

ويتساءل المرء، ما هى أسباب هذه الجسارة التى تجعل جماعة الإخوان تتصور وهماً أنها لا تزال تشكل البديل؟!, ولماذا تشتط فى وقاحتها وكأن عودتها للحكم بات أمراً أكثر احتمالاً، رغم أن كل الدلائل تؤكد أن ذلك يدخل ضمن رابع المستحيلات؟!

وأظن أن مصدر الجسارة أن الجماعة فقدت كل شىء ولم تعد تأمل فى شىء، كما أنها تعرف جيداً أن عودتها تدخل بالفعل ضمن رابع المستحيلات، لأن جماعة الإخوان لن تكون آمنة إلا أن تجهز على معظم مؤسسات الدولة المصرية وغالبية الشعب المصرى، فضلاً عن أن كل المؤشرات تقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يكسب يقيناً معركته مع جماعة الإخوان، وهذا ما تقوله أرقام الاحتياطات النقدية التى ارتفعت إلى أكثر من 38 مليار دولار بينما هبط التضخم الذى كان قد تجاوز 35 فى المائة إلى حدود 13 فى المائة مع نهاية هذا العام، كما أن وصول معدلات التنمية إلى 55 العام المقبل بات أمراً مؤكداً، فضلاً عن التحسن المهم الذى طرأ على الصادرات والسياحة وحجم الاستثمارات المباشرة بما يؤكد أن مصر تخرج بالفعل من عنق الزجاجة وأنها سوف تنتصر.

المصدر : جريدة الأهرام

arabstoday

GMT 03:42 2023 الأحد ,07 أيار / مايو

سيد قطب يهاجم عبدالوهاب

GMT 13:02 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

جماعة «الإخوان» و«خطب هتلر»

GMT 12:35 2023 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

جماعة «الإخوان» و«خطب هتلر»

GMT 00:26 2022 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

6 دروس مستفادة من فشل 11-11

GMT 00:19 2022 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

اتفاقية لبنان وإسرائيل.. الصحويون حائرون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة أحلام جماعة الإخوان المستحيلة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:14 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب
 العرب اليوم - زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab