بقلم - مكرم محمد أحمد
قال وزير خارجية سوريا وليد المعلم فى خطاب أخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن سوريا على وشك أن تُعلن انتصارها النهائى على كل جماعات الإرهاب، وإنها صارت آمنة ومستقرة بعد 7 سنوات من الحرب الضروس على الإرهاب، وبعد أن استعادت جميع مناطق المتمردين، وأن على كل القوات الأجنبية بما فيها قوات فرنسا والولايات المتحدة وتركيا أن تُغادر الأراضى السورية فوراً، لأن وجودها غير شرعى وهى فى حكم القوات المحتلة، ولم يتحدث وليد المعلم عن القوات الإيرانية سواء القوات النظامية أو الحرس الثورى الإيرانى التى يُطالب الإسرائيليون والأمريكيون بخروجها فوراً، ويعتبرون خروج كل القوات الإيرانية شرطاً لخروج قواتهم من سوريا، وأكد المعلم أن كل الظروف مهيأة لعودة اللاجئين السوريين إلى قُراهم وأراضيهم، لأن سوريا تتمتع الآن بالأمن والاستقرار واستعادت سيطرتها على كل أراضيها.
كما أعلن الوزير السورى رفضه جهود المبعوث الأممى دى مايستدرا لكتابة دستور جديد للبلاد، لأن المطلوب هو مراجعة نصوص الدستور القائم وليس كتابة دستور جديد للبلاد، وأن سوريا لا تحتاج إلى دستور جديد، وترفض أى تدخل خارجى فى شئونها وقال المعلم أيضاً، إنه يأمل فى أن تُدرك فلول المقاومة المسلحة بما فى ذلك داعش والقاعدة وجبهة النصرة وإنها لن تستطيع أن تحقق سلماً ما فشلت فى تحقيقه حرباً، وإن وجود قوات أجنبية على الأرض السورية دون موافقة سوريا يمثل عدواناً مرفوضاً على القانون الدولي، وإن سوريا تأمل فى التنفيذ الآمن لكل الشروط التى ينص عليها الاتفاق التركى الروسى بخصوص محافظة إدلب، وإن موافقة سوريا على وقف الهجوم الشامل على إدلب مشروط بتنفيذ تركيا كل التزاماتها فى الاتفاق، وإقامة المنطقة العازلة وتسليم كل الميليشيات أسلحتها الثقيلة، وخروج كل جماعات المتمردين وتنظيمات داعش والقاعدة وجبهة النصرة، وتسليم الطرق الدولية التى تربط بين دمشق وحلب وإدلب للحكومة السورية، وأنه بعد 7 سنوات من الحرب وسقوط عدد من الضحايا المدنيين يقرب من نصف مليون نسمة، وتدمير عدد من الحواضر والمدن والأسواق التاريخية، وتهجير ملايين السوريين إلى الخارج، يعود الهدوء والاستقرار إلى سوريا، وتستعيد سوريا أمنها بما يتطلب سرعة خروج القوات دون شروط مُسبقة.
من ناحية أخرى أكدت إسرائيل أنها أنهت التجهيزات الضرورية لإعادة فتح معبرها الحدودى الرئيسى مع سوريا المغلق من 4 سنوات، وتوقعت إسرائيل إعادة فتح سوريا لمعبر القنيطرة على حدود البلدين خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ورفض وزير الدفاع الإسرائيلى ليبرمان التعليق على تطورات أزمة إسرائيل مع روسيا التى نتجت عن سقوط الطائرة الروسية خلال هجوم جوى إسرائيلى على سوريا الإثنين الماضي، والتى ترتب عليه إعلان روسيا عزمها إمداد الدفاع السورى بصواريخ إس 300 التى سوف يترتب عليها تقييد حركة الطيران الإسرائيلى فى سماء سوريا نظراً لفاعلية شبكة الصواريخ الروسية وخطورتها، وأكدت مصادر عسكرية أن روسيا فتحت مخازن جيشها لتسليم شبكة الصواريخ التى سوف يديرها ضباط روس بصورة عاجلة، بينما طلب رئيس وزراء إسرائيل نيتانياهو من الرئيس الأمريكى ترامب التدخل لدى الرئيس الروسى بوتين لتخفيف حدة الأزمة بين روسيا وإسرائيل التى يتهمها الروس بالمراوغة وعدم المهنية لاستخدامها الممرات الجوية للطائرات الروسية، لكن المؤكد أن حركة الطيران الإسرائيلى فى سماء سوريا سوف تكون جد مقيدة بعد تركيب الصواريخ الجديدة وأن بشار الأسد أصبح فى موقف أقوى بكثير بما يجعل عملية تخليه عن حُكم سوريا أمراً غير وارد.