بقلم : مكرم محمد أحمد
اود ان أقدم تحية تقدير وإكبار لشيخنا الجليل الامام الاكبر د.أحمد الطيب شيخ الازهر على جهوده الدولية الرائعة لاستنقاذ صورة الاسلام فى عيون العالم الغربي، مما لحق بها من أذى بسبب جرائم الارهاب من جانب وسوء القصد والتأويل من جانب آخر!، دفاعا عن صحيح الدين الذى جاء رحمة للعالمين، يحض على التعارف والتواصل مع شعوب العالم وتبادل المصالح والمنافع بين الامم، ويأمر بالمعروف والاحسان والعدل، لاينكر الاخر ولايفتئت على اى من حقوق الانسان، ولايرفع السلاح ضد احد إلا ان يكون دفاعاعن النفس والعرض والوطن استوفى كل جهود حقن الدماء إلى آخر هذه المعانى السامية الرفيعة التى حفل بها خطاب الشيخ الطيب الضافى فى المانيا، وكلماته الحكيمة فى رحاب الفاتيكان ولقاءاته فى العواصم الاوروبية التى اظهرت جوهر الاسلام الصحيح دينا للمحبة والسلام ينبذ كل صور القهر والعنف.
واود ايضا ان اوجه الشكر لشيخنا المبجل على عميق نصيحته ورسالته للجاليات المسلمة فى اوروبا ومختلف أرجاء العالم، التى تحض على الاندماج فى مجتمعات اوطانهم الجديدة واستيعاب ثقافاتها ماداموا قد اختاروا العيش فى هذه المجتمعات دون ان يفرطوا فى اى من مبادئ دينهم، خاصة ان الفرص واسعة ومتاحة تعطى لهم حرية الاختيار الصحيح ولان اندماجهم فى هذه المجتمعات والتزامهم بأحكامها وتقاليدها وقوانينها يعزز مكانتهم داخل هذه المجتمعات كمواطنين صالحين يسهمون فى تقدم اوطانهم الجديدة.
لقد أظهر الشيخ الجليل الاسلام فى أكمل صوره عندما بادر بانهاء القطيعة التى استمرت خمس سنوات بين الازهر والفاتيكان، لان البابا فرانسيس غير على نحو جذرى نهج سلفه بندكت السادس عشر، وصحح علاقاته البابوية مع الاسلام عندما صمم على زيارة مسجد للمسلمين فى عاصمة افريقيا الوسطى مخترقا منطقة اشتباكات وحرب ليدعم جهود المصالحة بين المسلمين والمسيحيين فى افريقيا الوسطى ويؤكد تضافر الاسلام والمسيحية على نصرة السلام..،وما من شك ان توافق الازهر والفاتيكان على الدعوة إلى مؤتمر سلام عالمى يعزز حقوق الشعوب المستضعفة بصرف النظرعن اللون والجنس والدين، وينتصر لكل المظلومين والمقهورين وفى مقدمتهم الشعب الفلسطينى هو ابلغ صور استئناف الحوار بين الاسلام والمسيحية دفاعا عن قيم العدل والحرية والسلام التى تنتصر لها كل الاديان السماوية.