مكرم محمد أحمد
وسط تأييد أمريكى صريح وواضح،قصفت الطائرات الايرانية قوات داعش فى محافظة ديالى العراقية، فى عملية عسكرية يؤكد الأمريكيون أنها أجهضت محاولة داعش الاستيلاء على المحافظة التى تسكنها عشائر سنية،
وحالت دون أن تمكن قواتها من أن تكون أكثر قربا من بغداد العاصمة..،وبرغم أن الأمريكيين ينكرون وجود أى تنسيق مسبق مع طهران،الا أنهم لا يخفون سعادتهم من نتائج الضربةالايرانية التى تسببت فى قتل و اصابة العشرات من مقاتلى داعش وألزمتها التراجع.
والواضع من مجمل ما يجرى فى العراق أن واشطن لا تمانع فى أن تلعب طهران دورا عسكريا أكبر فى بلاد الرافدين،خاصة أن الجنرال الايرانى سليمانى قائد سرايا القدس الايرانية هو الذى يشرف على عمليات الجيش العراقى فى مواجهة داعش، ويشيد الأمريكيون بقدراته القتالية على توجيه ضربات مؤثرة لداعش حرمتها من فرص الاستيلاء على أراض عراقية جديدة،ويقيم فى المنطقةالخضراء داخل بغداد حيث مقر رئيس الوزراء العراقى وصفوة قيادات الحكم ومقر قيادة القوة الأمريكية التى تعمل كمستشارين و تضاعف أعدادها أخيرا لتصل الى حدود 30 ألف مقاتل.
و الأمر المؤكد أن واشنطن تعرف جديا مخاطر اجتراء القوات الايرانية على الدخول فى معارك عسكرية خارج أراضيها ومتاخمة بشكل مباشر لاراضى دول الخليج، ويمكن أن تشكل تهديدا مباشرا لامن دوله، كما تعرف واشنطن أن تقاسمها مع طهران الاهداف ذاتها على الارض العراقية سوف يخل بالتوازن المطلوب بين مصالح السنة و مصالح الشيعة فى العراق، وربما يؤدى الى زيادة حدة التوتر الطائفى بين السنة و الشيعة خاصة أن الحكومة العراقية لا تزال تتباطأ فى إنهاء كل صور التمييز ضد سنة العراق الذين يستشعرون تهميش مصالحهم تحت حكم الأغلبية الشيعية، و ما من شك أن تحالف ايران و واشنطن على ضرب داعش سوف يكون له أثاره الايجابية على قضية الملف النووى الايرانى، الذى يتوقع كثيرون أن يشهد خاتمته السعيدة فى غضون الاشهر القليلة القادمة ليعود الزمن دورته الاولى، وتعاود طهران دورها القديم شرطيا للخليج يتقاسم المصالح مع واشنطن على حساب الامن العربى.