مكرم محمد أحمد
فى اعتراف مشين يدعو إلى الخجل تأخر وقته كثيرا، اختصر الرئيس الامريكى اوباما القول قبل ايام قليلة من لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين
نيتانياهو، وكشف عن آخره كما يقولون، عندما اعلن ان تسوية الصراع الفلسطينى الاسرائيلى خلال الفترة الباقية من رئاسته (سبتمر القادم) احتمال بعيد للغاية!، كما ان استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين لا يزال امرا غير محتمل!، وأن غاية ما يستطيعه ان يحاول الحصول من رئيس الوزراء الاسرائيلى خلال مفاوضاتهما الاسبوع القادم على نوع من الالتزام يبقى على حل الدولتيين!.
ومع الأسف سارع رئيس مجلس الامن القومى الامريكى لشئون الشرق الاوسط ليؤكد ان تصرحات الرئيس الامريكى تكشف لاول مرة منذ عشرين عاما النظرة الواقعية الجديدة التى تحكم رؤية الادارة الامريكية!، وأن كان من حق الرئيس اوباما ان يسأل نيتانياهو، كيف يتصور سير الامور فى غيبة التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين..؟!، وهو سؤال جد ساذج يعرف اوباما إجابته جيدا لان البديل الوحيد للتفاوض هو المزيد من العنف والقتل المتبادل خاصة ان نيتانياهو يصر على ابتلاع ارض الضفة قضمة قضمة من خلال بناء المزيد من المستوطنات على ارضها..، والأنكى من ذلك ان نيتانياهو يسعى للحصول من الرئيس الامريكى خلال زيارته القادمة لواشنطن على قرار يرفع حجم المساعدات العسكرية لاسرئيل من ثلاثة مليارات دولار سنويا إلى خمسة مليارات، بدعوى زيادة تهديدات طهران لامن إسرئيل بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها نتيجة تسوية الملف النووى الايراني، وزيادة الاموال التى يمكن ان تخصصها إيران لتشجيع جماعات الارهاب وفى مقدمتها حزب الله وحماس!.
وأغلب الظن ان رئيس الوزراء الاسرائيلى سوف يتحصل على مايريد، وان أوباما سوف يرضخ لجميع مطالبه رغم ان إدارة نيتانياهو تعتبر الرئيس اوباما معاديا لاسرئيل والسامية، لكنها تحسن ابتزازه..، ومن المؤكد ايضا ان نيتانياهو سوف يحصل على التزام امريكى جديد بأمن إسرائيل وضمان تفوقها العسكرى والاستراتيجى فى المنطقة، وذلك لايعنى فقط الفشل الذريع لكل سياسات امريكا فى الشرق الاوسط، ابتداء من تسوية الصراع العربى الاسرائيلى إلى الحرب على داعش والارهاب، ولكنه يعنى زياة احتقان الشرق الاوسط، وتنامى نفوذ جماعات العنف والارهاب وارتفاع حدة التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين، واستمرار عمليات القتل المتبادل بينهما.