مكرم محمد أحمد
عندما تعلن نيجيريا أكبر دولة اسلامية في افريقيا أن اسرائيل كانت حليفها الأول في مقاومة ارهاب جماعة بوكو حرام، وكانت الأكثر عونا للقوات النيجيرية في حربها علي هذه الجماعة التي لم تعد تكتفي بنيجيريا ميدانا لعملياتها الارهابية، ولكنها تمد نشاطها الآن الي دول مالي وتشاد والنيجر وتهدد رؤساء افريقيا وتحاول توسيع رقعة نفوذها في المنطقة.
يصبح من الضروري أن يسأل العرب والمصريون أنفسهم عن أوجه التقصير العربي والاسلامي في معاونة نيجيريا في هذه المعركة المهمة التي يتوقف علي مصيرها طبيعة العلاقات المستقبلية بين الاسلام ودول وسط القارة السمراء، خاصة أن نسبة غير قليلة من سكان معظم هذه الدول ينتمون الي الاسلام، ويشكلون حزاما سكانيا يصل بين السكان الأفارقة من أصول عربية وأشقائهم من أصول زنجية يمتد من شرق القارة الي غربها!
ومع الأسف فان بوكو حرام تحت زعامة رئيسها أبوبكر شيخو تقدم للافارقة صورة قبيحة للاسلام لا تقل بشاعة عن الصورة التي تقدمها داعش، تحرق القري وتخطف تلميذات المدارس وتسبي النساء وتبيعهن في سوق النخاسة، وتجبرهن علي معاشرة مقاتيلها، وتحرض علي قسمة البلاد واثارة الفتنة الطائفية والحرب الأهلية بين سكانها سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو وثنيين!
واذا كانت مصر تري في اصلاح علاقاتها مع دول حوض النيل المدخل الصحيح للارتقاء بعلاقاتها الافريقية، فان اضطلاع مصر بدور رئيسي في الحرب علي الارهاب داخل افريقيا يمثل مدخلا استراتيجيا مهما لتزايد دورها الافريقي والاقليمي، والتزاما أساسيا بتصحيح صورة الاسلام في افريقيا، لأن جميع الأفارقة يتطلعون الي دور أكثر نشاطا للأزهر الشريف، يقوض أفكار التطرف ويعزز لحمة الاتصال بين سكان القارة المسلمين وأقرانهم المسيحيين..، وربما يكون من الضروري أن تفكر الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي في الدعوة الي مؤتمر إفريقي عربي يناقش أخطار الارهاب وتحدياته في القارة السمراء، ويعظم دور الأزهر في تحسين صورة الاسلام داخل إفريقيا الذي طبعته بوكو حرام بالقسوة والغلظة وانعدام السماحة والرحمة.