مكرم محمد أحمد
فى اصفهان و طهران خرجت آلاف النساء فى مظاهرات حاشدة، احتجاجا على انتشار عمليات قذف وجوه السيدات اللائى يسمحن بإظهار خصلة من شعرهن من تحت الحجاب بأحماض كاوية تستهدف تشويههن،
خاصة بعد أن تجاوز عدد الحالات فى مدينة اصفهان وحدها عشر حالات أدت إلى ذعر وخوف شديدين فى المدينة التى تشكل أهم مقاصد إيران السياحية وأكثرها انفتاحا.
وفى احدى المرات أصاب السيدة التى وقع عليها الاعتداء ذعرا هائلا، جعلها تخلع جميع ملابسها فى الطريق العام كى تحمى نفسها من ثياب مشبعة بالأحماض تكوى جسدها..،وعلى حين تعتقد الشرطة الإيرانية أن الجانى ربما يكون شخصا واحدا لأن الأحماض التى استعملت فى الحوادث العشرة متماثلة، تؤكد شهادات النساء المصابات أن الجريمة منظمة لا يقوم بها شخص واحد، وانما تتوزع مسئولياتها على بعض الجماعات المتطرفة التى تجد تشجيعا من جانب قوى المحافظين التى تحكم إيران.
وتشكو معظم السيدات الإيرانيات من جماعات منظمة تعرف الحكومة والأمن الايرانى شخوصهم، تنزل علنا إلى الشوارع، تراقب وتفتش وتأمر النساء بإصلاح مناديل الرأس بحيث تغطى أعلى الجبهة، ويمتنع تماما ظهور أى خصلة من شعورهن من تحت الحجاب، كما يؤكدن ان جماعات المتطرفين لهم علاقات وثيقة بهؤلاء الأشخاص! وكانت السلطات الإيرانية ابتداء من فترة حكم الرئيس الاسبق هاشمى رانفسانجانى قد خففت من تشددها ولم تعد تفتش على شعور النساء، اسوة بالرئيس هاشمى الذى كان يزيح عمامته إلى الخلف ليكشف عن خصلة من شعر رأسه ميزته عن باقى شخصيات تيار المحافظين المتشددين..، وأخطر ما فى القضية أن النساء الايرانيات يتعرضن لحملة المنظمة شبه رسمية، تتهمهن بالخروج عن قيم الإسلام والجنوح نحو المزيد من الاستقلال على حساب الأسرة الايرانية،بعد أن وصلت نسبة الطلاق فى المجتمع الايرانى إلى 20% من مجمل الزيجات الجديدة بمعدل يصل إلى عشرة آلاف حالة طلاق فى الشهر الواحد، فضلا عن وجود أكثر من 14 مليون قضية طلاق تنظرها المحاكم!.