مكرم محمد أحمد
الواضح من نجاح مؤتمر اعمار غزة فى تقديم وعود بإنفاق خمسة مليارات ونصف المليار دولار على عملية إعادة إعمار القطاع، ان المجتمع الدولى يرغب بشدة فى إغلاق ملف الصراع الفلسطينى الاسرائيلى، عبر تسوية عادلة وسريعة تضمن قيام دولة فلسطينية على أرض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشرقية إلى جوار دولة إسرائيل، وانه ضاق ذرعا بصلف حكومة الليكود ورئيسها بنيامين نيتانياهو، ولم يعد يطيق صبرا على استمرار ممارساتها لإفشال كل جهود التسوية من خلال الاستمرار فى بناء المستوطنات، فضلا عن التدمير البالغ الوحشية لاحياء غزة ومنازلها الذى لم يعد يجوز تكراره تحت سمع العالم وبصره!.
يعبر عن ذلك التغيير الواضح فى مواقف الرأى العام العالمى من القضية الفلسطينية الذى يتجسد فى نجاح مؤتمر المانحين واصراره على ضرورة انجاز تسوية عاجلة للصراع الاسرائيلى الفلسطيني، كما يتجسد فى انتشار دعوات المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية المصنعة فى الارض المحتلة فى معظم دول الاتحاد الاوروبى، وتزايد حركة مقاطعة الجامعات الاسرائيلية داخل الجامعات الامريكية والاوروبية لصمتها المتواطئ على احتلال الارض الفلسطينية، فضلا عن توجه مجلس العموم البريطانى الغالب للاعتراف الفورى بالدولة الفلسطينية دون انتظار تفاوض جديد.
كما يدخل ضمن اسباب نجاح المؤتمر قدرة الرئيس الفلسطينى محمود عباس المتزايدة على ترويض حماس،والزامها احترام قرارت حكومة الوفاق الوطنى المسئولة أولا واخيرا عن عملية إعمار غزة دون تدخل أى فصيل فلسطينى..، وما من شك ان إعمار غزة يفتح الابواب واسعة لتحقيق التهدئة الشاملة وتعزيز وحدة الصف الفلسطيني، واجراء مصالحة وطنية تنهض على انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، وانهاء انفصال غزة عن الضفة لتصبح جزءا من الدولة الفلسطينية..، وربما يكون الدرس الواضح لمؤتمر اعمار غزة اصرار الجميع على ضرورة الخروج من متاهة الشرالتى تدفع إسرائيل كل مرة إلى تهديم منازل الفلسطينيين، بينما يتحمل العالم مسئولية إعادة بنائها دون ضمانات تحول دون تكرارهذه الدورة الشريرة.