مكرم محمد أحمد
رغم بعض التفاؤل الذى نثرته تصريحات يوسف العلوى وزير خارجية عمان عن إمكان تسوية الازمة بين قطر ودول الخليج، وقرب عودة سفراء السعودية والبحرين والامارات إلى الدوحة،
إلا ان الواقع على الارض يقول بوضوح كامل، ان قطر لم تغير أيا من سياساتها التى تدعم الارهاب وتعطيه ملاذا آمنا، وتغدق عليه الاموال التى خصت بها العناية الالهية شعب قطر كى يسفك المزيد من دماء المسلمين فى سوريا والعراق وليبيا، ويشعل الحرب الاهلية فى هذه المناطق، ويمارس بجنون وعناد العداء ضد مصر وتهديد امنها الوطنى دون أى مسوغ موضوعى، لان كل ما تريده مصر ان تنعم ليبيا بالاستقرار، وتنهض مؤسسات الدولة الليبية بواجبها فى الحفاظ على مقدرات الشعب الليبى، ويتوحد الليبيون على اختلاف رؤاهم حفاظا على وحدة الدولة والتراب الليبى.
وفى هذا الاطار طرحت مصر على دول الجوار الجغرافى لليبيا مبادرتها لتسوية الازمة الليبية على أسس تضمن وحدة الارض والدولة، ورفض التدخل فى شئونها الداخلية، وبدء حوار شامل بين جميع الاطراف فى الداخل وصولا إلى تحقيق وفاق وطنى..، لكن قطر تصرعلى تفجير الاوضاع فى ليبيا، وتشعل نار الحرب الاهلية هناك وتمول، بسخاء جماعات الارهاب لعدد من الاهداف أهمها التأثير على اوضاع مصر الامنية حتى ان كان الثمن تخريب ليبيا..، لقد كنا نأمل ان تتكاتف دول الخليج على ترشيد سلوك قطر ودفعها إلى الالتزام بقرارات القمم الخليجية التى تمنع جميع دوله من تقديم أى عون للارهاب، وعدم اعطائه ملاذا آمنا، لكن يبدو ان قطر تصر على ان يشمل التنسيق المشترك ما يخص دول الخليج فقط،اما ماعدا ذلك فيدخل ضمن سياساتها الخارجية تجاه مصر وسوريا وليبيا التى لايحق لدول الخليج التدخل فيها!..، ولان الاوضاع فى ليبيا تزداد سوءا وتمثل تهديدا لامن مصر،يصبح من واجب مصر ان تدعو دول الجوار الجغرافى لليبيا إلى اتخاذ موقف موحد من مؤامرات قطر، لان ما يحدث فى ليبيا يشكل تهديدا لامن دول الجوار الجغرافى لها، كما يشكل تهديدا مباشرا للامن الاوروبى، يستوجب طرح القضية على كل المحافل الدولية بما فى ذلك الجامعة العربية والامم المتحدة ومجلس الامن؟