مكرم محمد أحمد
حسنا، أن أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى على أهمية مشاركة روسيا فى الحرب على جماعات الإرهاب فى سوريا دون تمييز بما فى ذلك داعش وجبهة النصرة وجيش الفتح, وجميعها منظمات تكفيرية، هدفها تقويض الدولة السورية لمصلحة المزيد من الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط.
وأعتقد أن الترحيب المصرى بدخول روسيا بما لديها من قدرات وإمكانات يستند إلى أسباب موضوعية رشيدة، يدخل ضمن أولوياتها، الحفاظ على الدولة السورية التى يتهددها خطر تمدد هذه الجماعات على مساحات واسعة من أراضيها، وحفز المجتمع الدولى على الإسراع بتسوية سياسية للأزمة تنهى عذابات الشعب السورى وتمكنه من الاستقرار، والحفاظ على مؤسسات الدولة التى تضمن وحدة التراب والأرض السورية، كما أن الضربات الاستباقية الروسية لمنظمات الإرهاب فى سوريا تعزز أمن روسيا التى تواجه هى الأخرى خطر هذه الجماعات، خاصة انها تملك امتدادا أرضيا يكاد يكون ملاصقا لحدود روسيا، لا يفصله عنها محيط واسع كما هو حال الولايات المتحدة التى نجحت فى حصار الإرهاب داخل منطقة الشرق الأوسط، وأعادت تصديره إلى المنطقة العربية كى يستنزف قدراتها ويعطل فرص وصول الإرهاب إلى الداخل الأمريكى!
وما يؤكد جدية الروس فى حربهم على الإرهاب أنهم لا يفرقون بين داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وجيش الفتح، ويعتبرون الجميع إرهابا واحدا يهدد أمن العالم واستقراره ينبغى اجتثاث جذوره..، وبالطبع ثمة أهداف أخرى للروس، لعل فى مقدمتها تعزيز وجودهم العسكرى شرق المتوسط الذى يمكنهم من الوصول إلى المياه الدافئة، وتحجيم الهيمنة الأمريكية المنفردة على أقدار العالم، وتحسين مكانتهم التفاوضية فى لعبة الأمم بما يمكنهم من أن يكونوا رقما مهما فى حسابات الشرق الأوسط، والربط بين المشكلتين السورية والأوكرانية فى سلة تفاوض واحدة، وجميعها أهداف مشروعة لا تتعارض مع أى من قواعد القانون الدولى.
والأمر المؤكد أن الروس لا يسعون إلى مجابهة عسكرية مع الغرب والأمريكيين على أرض الشرق الأوسط، لأن ذلك لن يكون فى مصلحة أى من الأطراف، على العكس ربما يكون هدف الروس الأهم، أن يكونوا شركاء أصليين فى تسوية الأزمة السورية..، وأيا كانت الأسباب فالأمر المؤكد أن خيبة الأمريكيين فى مواجهة داعش، وتلكؤهم فى تحرير أراضى العراق، ودورهم المشبوه فى بزوغ هذه الجماعات الى الوجود سواء داعش او القاعدة هو الذى جعلت غالبية العرب يساندون الموقف الروسى.