مكرم محمد أحمد
يعطي خروج المصريين الكثيف في الخارج للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية مؤشرا مهما علي عزم المصريين في الداخل علي الذهاب إلي الصناديق يومي الانتخابات بكثافة غير مسبوقة، يحفزهم الرغبة الملحة في أن تدخل مصر مرحلة جديدة من الاستقرار، تمكنها من تكريس جهدها الوطني لتحقيق أهداف الثورة في الحرية والكرامة والخبز، بعد أن ضاقوا ذرعا بهذا الواقع العبثي الذي تفرضه جماعة الإخوان المسلمين!.
وأظن أن هذا الحضور الحاشد ينطوي علي عدد من الرسائل المهمة، أولاها لجماعة الإخوان تقول لهم بوضوح قاطع، كفي ما حدث ولم يعد أمامكم سوي الاعتراف بالهزيمة، لأنكم تواجهون حائطا مسدودا ولن تحصدوا في النهاية سوي الندامة، وسوء المنقلب، وثانيتها إلي الولايات المتحدة والعالم الغربي تطالبهما بسرعة تصحيح مواقفهما والاقرار، بحقيقة أن 30يونيو كان ثورة جماهيرية يستحيل أن تتعايش مع حكم جماعة الإخوان ولم تكن مجرد انقلاب عسكري، أما الرسالة الثالثة فوجهتها الأشقاء العرب الذين وقفوا إلي جوار مصر، تؤكد للجميع أن المصريين قادرون علي دحر الإرهاب داخل وطنهم، وقادرون علي مطاردته في أي موقع عربي، ومن الضروري أن يتكاتف الجميع لتجفيف منابع الارهاب واجتثاث جذوره لأن المعركة واحدة والعدو واحد.
وأظن ايضا أن ذهاب المصريين في الخارج للإدلاء بأصواتهم داخل السفارات والقنصليات المصرية بهذه الكثافة يعكس تغييرا مهما في رؤية المصريين لمؤسسات الدولة المصرية، واستعدادهم للاستجابة لكل قرار جاد يرفع العقبات عن الطريق ويسهل مهمة المواطنين، وما من شك فى أن المتغير الأساسي الذي أحدث هذا الفارق الضخم هو تبسيط إجراءات التصويت بحيث أصبح في وسع كل من يحمل جواز سفره أو بطاقة الرقم القوي أن يذهب للإدلاء بصوته دون حاجة إلي تسجيل مسبق لاسمه في سجلات السفارة، علي حين تقلصت أصوات الوافدين لأن الإجراءات الجديدة ألزمتهم الذهاب إلي مكاتب الشهر العقاري لتسجيل أسمائهم قبل الإدلاء بأصواتهم يوم الانتخاب، ولو أن لجنة الانتخابات وجدت طريقا أكثر يسرا لتضاعف عدد الناخبين الوافدين مئات المرات.