مكرم محمد أحمد
نكذب علي أنفسنا ان صدقنا ان قوي الشر تنسحب من عالمنا، وان المطامح والمطامع والمصالح لم تعد تشكل المحركات الاساسية للسياسة الدولية في
عالمنا!،وان الطامعين توقفوا عن استهدافهم التاريخي لمصر، ولم يعد هناك من يسعون لاستثمار حادث سقوط الطائرة الروسية لممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية علي بلادنا، لانه في هذا الموقع الجغرافي العبقري الذي يمثل صرة العالم وواسطة العقد بين شماله وجنوبه، ويسكنه شعب عريق يقدر علي صنع المعجزات، يحسن حرمان المكان من عناصر القوة التي تقدر علي حمايته والحفاظ علي أمنه!، ويحسن ألا يكون هناك حكم وطني رشيد، او قيادة واعية يلتف حولها الشعوب!، ويحسن أغراق البلاد بالمشاكل حتي اذنيها كي لاتفيق!.
ومن هذا المنطلق لابد ان نروض انفسنا علي ان ازمة شرم الشيخ سوف تطول بعض الوقت، وربما تتعرض مصر لمفاجأة اخري ثقيلة تستهدف بعض مرافقها الحيوية مثل قناة السويس التي تعرضت لخمسة محاولات تخريب في غضون الشهور الاخيرة، بهدف تكريس روح الاحباط واليأس في نفوس المصريين، تساعد علي تفكيك الجبهة الداخلية التي تمثل الهدف الاول في خطط المتآمرين، لانه ان بقي المصريون علي قلب رجل واحد كما يقول السيسي فسوف تتكسر المؤامرة علي صخرة وحدتهم.
وأغلب الظن اننا سوف نشهد خلال الفترة القليلة القادمة تصاعد عمليات الارهاب علي الجبهتين الشرقية في سيناء والغربية في ليبيا كي يزداد احساس المصريين بانهم محاصرون، وينشط من جديد الطابور الخامس لجماعة الاخوان المسلمين التي تمني نفسها بعودة سريعة للحكم في ظل المصاعب الاقتصادية المتصاعدة، توزع من جديد الشحنات الناسفة علي الاحياء المزدحمة بالسكان وتدمر ابراج الكهرباء وتقطع الطرق وتحرض علي قيام مظاهرات فئوية تزيد الوضع الاقتصادي سوءا، وتنشر الشائعات المسمومة، وتشجع رجال الاعمال علي تهريب اموالهم للخارج لتخريب الاقتصاد الوطني، وتحاول اغراق مصر بمشاكل التسيب والإهمال، كما سدت بالوعات الاسكندرية بالاسمنت قبل موسم الشتاء!..،وجميع ذلك يتطلب رؤية مضادة تفشل هذا المخطط، وتزيد تماسك الجبهة الداخلية وترمم مشاكلها، وتبدد حملات التشكيك واليأس، وتعيد اصطفاف المصريين كتلة واحدة ضد الارهاب، والاهم من ذلك كله المحافظة علي الأمل في بزوغ مصر الجديدة حيا قويا ينبض بالحماس في نفوس المصريين لايتغير ولا يضعف.