مكرم محمد أحمد
ربما يكون المصريون فى المجمل اقل شعوب العالم المتحضر اهتماما بقضية الصحة العامة، يعانون مجموعة امراض مختارة جعلت غالبيتهم يشكون ارتفاع ضغط الدم رغم انهم ابناء نكتة! ويعانون من مرض السكر رغم فقر التغذية! ويفرض عليهم تدهور البيئة المتزايد امراضا صعبة اخطرها الان الفشل الكلوى والتهاب الكبد الوبائى حيث قيض الله عالما غربيا نجح اخيرا فى فك لغز هذا المرض اللعين الذى وصلت نسبة الإصابة به بين المصريين الى حدود تقرب من 30 فى المائة، طبقا لدراسة العالم الطبيب المرحوم د ياسين عبدالغفار فى المنوفية .
ولست اشك فى أن مكانة هذا العالم الغربى عند الله سوف تقرب من مكانة الابرار والصديقين لانه انقذ البشرية والمصريين على وجه الخصوص من هذا الوباء الذى زاد من انتشاره جهل الغالبية العظمى بأبسط القواعد الصحيحة التى تضمن الوقاية الصحية السليمة، وتغافل حكوماتهم السابقة عن معالجة مخاطر الخلط بين مياه الشرب ومياه الصرف الصحى فى معظم محافظات الدلتا بسبب تزايد اعتمادها على الطلمبات الحبشية! ويزيد من خطورة الموقف ما يفعله المصريون بأنفسهم فهم اكثر شعوب العالم تدخينا واطولها تعرضا لمخاطره لان نسبة غير قليلة منهم تمارس التدخين قبل سن العاشرة! وتكاد الثقافة الصحية تكون منعدمة حتى فى نطاق نخبة المتعلمين، لا يراعون ابسط قواعد الوقاية، ولا يعرفون كيف ينامون وكيف يصحون وكيف ينهضون وكيف يقعدون!، وهل يكون الاصح ان يضعوا رءوسهم عند النوم فوق حشية خشنة وقوية ام وسادة لينة وناعمة، لا يجعلون من النوم لباسا ينهضون منه نشطاء خفافا، على العكس يكاد يكون النوم بالنسبة لغالبيتهم (علقة ساخنة) يصحون منها اكثر تعبا وانهاكا، اغلبهم يشكو امراض الظهر من سوء طريقة النوم وطول الجلوس الى المكتب او شاشة الانترنت، لان احدا لم يقل لهم ان الجلوس المستمر لاكثر من ساعة على المكتب دون النهوض وقوفا ولو لبضع دقائق سوف يؤدى الى ضغوط الغضاريف التى تجعلك تصرخ الما الى عنان السماء ان ضغط الغضروف على العصب، واصابك (عرق النسا) الذى يشكو متاعبه اكثر من 40 فى المائة من المصريين فوق سن الخمسين، وقد يكون للمصريين فضائل عديدة الا ان نقيصتهم الكبرى انهم الاقل ثقافة صحية، والاضعف إنفاقا على الصحة، والأكثر اهمالا لأبسط قواعد الوقاية التى هى خير من العلاج.