مكرم محمد أحمد
أود أن أوجه تحية خاصة لوزير التموين الهمام خالد حنفي علي الوجبة الوطنية التي ابتدعها بقيمة 30جنيها تكفي لأربعة أشخاص، وأتمني لو نجح الوزير في ان يحافظ علي حسن مظهرها ونظافتها بحيث تسر العين، كما أتمني ان يحيطها بحملة دعائية كبيرة تقدمها للمستهلكين المصريين، ليس بإعتبارها وجبة الفقراء التي تسد غائلة الجوع ولكن باعتبارها وجبة الاسرة العاملة..،وحبذا لو أضاف الوزير لهذه الوجبة ملاحق مختارة من اطباق السلطة الخضراء أو شوربة العدس أو الدجاج او البطاطس المحمر في حدود 20 قرشا لأى منها.
ولست اشك في ان المصريين جميعا سوف يتحمسون لإنشاء صندوق لدعم هذه الوجبة الوطنية، تموله كل فئات المجتمع المصري في حدود 50جنيها في العام لاصحاب الدخول الثابتة، وما بين 1000إلي 10000جنيه لأصحاب الاعمال، كل يختار حجم الضريبة التي يدفعها طبقا لمقدرته..، لكنني أطالب وزير التموين بأن يصبح توفير وجبة وطنية يتم اعدادها في المنزل أحد الشواغل الاساسية لوزراته، من خلال توفير العناصر الاساسية لوجبة أساسها سمك البلطي الذي يمكن أن يصرف علي بطاقة التموين بسعر مدعم لا يتجاوز 10جنيهات للكيلو، والدجاج والذي يمكن ان يصرف بالصورة نفسها في حدود 15 جنيها،والفول المدمس الذي ينبغي ان يستحى المصريون جميعا من ارتفاع سعره، لأننا نستورد معظم ما نحتاج منه رغم انه الغذاء الأساسي لمعظم فئات الشعب المصري، ويتحتم علي أي مخطط اقتصادي زراعة ما يكفي استهلاكنا المحلي، بما يحول دون ارتفاع أسعاره إلي حد يتجاوز الآن خمسة جنيهات لطبق يكفي اسرة صغيرة، وسوف يكون عملا انسانيا مهما لو ضمت عناصر هذه الوجبة الوطنية الحلاوة الطحينية في حدود 8جنيهات للكيلو، تصرف للأمهات والمرضعات والحوامل لتحسين وزن وصحة المواليد الجدد، الذين يولدون في مصر مصابون بفقر الدم والتقزم وضعف الوزن لضعف تغذية الأم خلال فترة حملها!.
ولا أظن أن توفير وجبة وطنية تشتمل على هذه العناصر وفي حدود هذه الاسعار معجزة كبيرة، إذا توفرت مؤسسات وطنية خيرة علي إنشاء مزارع لتربية اسماك البلطي وتربية الدجاج ومزارع كبيرة لزراعة الفول تهتم بتحسين نوعيته وتقليل صلابة قشوره..، ولو ان وزير التموين فعل ذلك لحقق إنجازا تاريخيا يسد غائلة الجوع عن المصريين، ويمكن فئات الشعب المصري العامل من الحصول علي غذاء صحي صحيح، ويسهم في تحسين نوعية المواليد المصريين التي تشكو نقص الغذاء وفقر الدم والتقزم.