بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أتحدث هنا عن الواقعة التى حظيت فى الأسبوع الماضى بتغطية واسعة، سواء فى الإعلام التقليدى أو على وسائل التواصل الاجتماعى، نتيجة انتشار مقطع فيديو تظهر فيه سيدة أجنبية تقوم بضرب صبى، فى منطقة الأهرامات بالجيزة، بعد أن شاهدته يضرب حمارا بقسوة . ومع أن الواقعة تبدو بسيطة إلا أنها تلقى فى تقديرى الضوء على نواح سلبية عامة، لا بد وأن نمتلك الثقة والشجاعة لمواجهتها. أولاها، إن ظاهرة سوء معاملة الحيوانات نصادفها كثيرا فى مجتمعنا، لأسباب كثيرة لا محل للإفاضة فيها هنا. ثانيتها، إن تلك السلوكيات تتعارض مع ما تحضنا عليه أدياننا من الرفق بالحيوان. ألا نتذكر الحديث النبوى الشريف الذى درسناه فى صبانا: «دخلت امرأة النار فى هرة حبستها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض»؟ وكذلك الحديث الآخر.. «بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث..... فسقى الكلب».. ألا يقول سفر الأمثال فى الكتاب المقدس «إن الأبرار يهتمون بحاجات حيواناتهم» ويعلمنا أن حياة الحيوان مقدسة؟ لقد فحصت جيدا واقعة ضرب السيدة الأجنبية للصبى، الذى كان يضرب الحمار بقسوة، فتبينت أنها ليست «سائحة» بل هى سيدة هولندية شابة (36 عاما) اسمها جوك فاندربوست، متزوجة من مواطن مصرى، تقيم معه فى مصر، فى منطقة نزلة السمان، المجاورة للأهرامات، وتمتلك وتدير مركزا صغيرا لعلاج الحمير والجمال، التى يرتزق من تشغيلها أهالى المنطقة! وقد انفعلت السيدة عندما رأت ضرب الحمار بقسوة، فبادرت بضرب الصبى الذى سارع بالجرى منها، وفق مقطع الفيديو الذى ذاع عن الواقعة! وقبض البوليس على الطرفين، وقدمهما للنيابة التى أخلت سبيل الاثنين. لقد كثرت وتباينت التعليقات حولها..، أما أنا فأقول للسيدة فاندربوست، إننى أتفهم سبب انفعالك، وكنت أتمنى أن تكتفى بتأنيب الصبى على فعلته..، ولكنى أعرب لك عن الشكر الجزيل، والاحترام لمشاعرك النبيلة!.