بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
هذه كلمات قد لا تعجب البعض...، ولكنى أقولها وأعنيها وأتمسك بها! وربما يؤهلنى لقولها إن القضية الفلسطينية، والمقاومة الفلسطينية، كانت دوما فى مقدمة اهتماماتى السياسية والعلمية..، هل تعرفون منذ متى... منذ ما يقرب من خمسين عاما، حيث كان أول كتاب ألفته، وأنا فى الثلاثين من عمرى (وأنا الآن فى عامى الثامن والسبعين!) باسم: «الاستراتيجية الإسرائيلية والمقاومة فى الأرض المحتلة» عام 1977 عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام! وفى عام 1987 صدر كتابى «مستقبل الصراع العربى - الإسرائيلى» عن مركز دراسات الوحدة العربية.، علاوة عن عشرات البحوث والمقالات، عن القضية الفلسطينية. إننى فى الحقيقة لم أكن سعيدا ببعض المظاهر التى أحاطتها «حماس» بعملية تسليم الأسرى والمحتجزين لديها للصليب الأحمر..، فلا شك فى أن تسليمهم بحالة بدنية وصحية ومعنوية طيبة، على مشهد من الإعلام الدولى كان أمرا حسب لها، ولسمعتها، كحركة مقاومة وطنية مشروعة ومتحضرة. غير أن هناك تحفظين مهمين أذكرهما الآن، بعد بعض التردد! التحفظ الأول، شكلى، وهو مشهد تسليم كل أسير أو مختطف «شهادة» موقعة، ومختومة(!!) بختم حماس..؟ حملها كل منهم فى يده وهو عائد لأهله.. ما معنى أو مغزى هذا..؟ ما فائدة أو مغزى تلك الشهادة.. ولمن تقدم..؟ إننى لا أعتقد أن إحدى حركات التحرر الوطنى فى العالم كان لها مثل تلك الأختام والمظاهر البيروقراطية! وعلى أى حال، فربما كانت فائدتها الوحيدة أنها أغاظت نيتانياهو للغاية.. وهذا مكسب طيب على أى حال! أما التحفظ الثانى والأهم فى تقديرى، هو أننا سمعنا فقط اسم «حماس».. ولم نسمع أبدا اسم «فلسطين»! إن أولى منظمات المقاومة الفلسطينية كان اسمها منظمة التحرير «الفلسطينية» وأول فصائلها المقاتلة التى بدأت الكفاح المسلح، منذ ستين عاما، فى عام 1965 كانت هى فتح أى «حركة التحرير الفلسطينية» (مختصرة بالعكس). فيا كل مجاهدى ومقاتلى «حماس»... تذكروا، ورددوا واهتفوا بكلمة «فلسطين» قبل أى كلمة أو أى شعار.