بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هذه كلمات واجبة أردتها أن تكون فى نعى وتأبين ورثاء، الزميل والصديق الراحل د.طه عبدالعليم، الذى غادر دنيانا يوم الأربعاء الماضى! غير أننى ــ ونحن من جيل واحد ــ لن أكرر ماسبق أن قيل، فى كلمات أصدقائنا المشتركين وكانت آخرها، ماكتبه الصديق العزيز د. عبدالمنعم سعيد فى الأهرام أمس. لقد كانت حياة طه، فى الحقيقة، شاهدة على آمال وآلام جيلنا بأكمله! لقد حملته إلى القاهرة، من أسرة بسيطة فى صعيد مصر، مجانية التعليم، وتفوقه الدراسى عام 1968، ليدرس معنا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ثم كان أحد رموز حركة الاحتجاج الطلابية فى 1972التى سبقت حرب أكتوبر(مع زعمائها الآخرين أحمد عبدالله رزة، ومحمد السيد سعيد.. إلخ) وبعد تخرجه تقدم لامتحان المذيعين فى الإذاعة المصرية، وكان من أوائل الناجحين لصوته القوى المميز وتفوقه فى اللغة العربية، ولكنه ــ قبل صعوده على الهواء مباشرة ــ منع لاعتراض «الأمن» عليه! فذهب للعمل فى وزارة التجارة.! وفى عام 1975 تزوج من «عفاف» زميلته بالكلية التى سبق أن أحبها فى غمار حركة الاحتجاجات الطلابية، والتى أصرت على زواجهما برغم الفارق الاجتماعى بينهما.
كانت عفاف نموذجا رائعا للزوجة المحبة الوفية والمخلصة.. التى تميزت دائما بروحها الأصيلة ،البسيطة والطيبة, وابتسامتها المشرقة دوما. ورزقا بابنتهما الرائعة سلمى التى سعدا بزواجها. وقد ترقى طه فى مناصبه، ليكون مديرا عاما للأهرام ثم رئيسا لهيئة الاستعلامات. غير أن القدر شاء أن يفقدا وحيدتهما «سلمى» منذ ثلاث سنوات، تاركة لعفاف حفيدين يحملان ذكرى وروح طه وسلمى معا. لماذا هذا الحديث..؟ لأننا تعودنا أن نرثى أحباءنا من الشخصيات العامة الراحلة...، هذا أمر طيب ومفهوم..، ولكننى أحب دوما أن نشارك أقرب الناس، وأحبهم، وأخلصهم لهم،... مشاعرهم وأحزانهم، و«البقية فى حياتك أيتها الزوجة الوفية العظيمة.. عفاف»!.