بقلم : د. أسامة الغزالى حرب
أستأنف اليوم الحديث الذى بدأته صباح الإثنين الماضى (11/3) واستأذنت فيه القارئ الكريم بأن أخصص ذلك الأسبوع، حتى يوم غد إن شاء الله، للحديث عن فحوى وإنجازات ثورة مصر القومية فى 1919. ففى مثل هذا اليوم من مائة عام، أى فى 16 مارس 1919 شهدت القاهرة أول مظاهرة نسائية مصرية، مسجلة نقطة تحول باهرة وعظيمة فى مسيرة تحرير المرأة المصرية. خرجت فى تلك المظاهرة 300 سيدة يرفعن علم مصر الأخضر، متجهات إلى بيت الأمة، بيت سعد زغلول وصفية زغلول، للإعراب عن تأييدهن للثورة واحتجاجهن على نفى سعد زغلول وزملائه. وتصدى جنود الاحتلال البريطانى لهن.
ووفقا للروايات عن ذلك اليوم فقد تقدمت إحدى المتظاهرات من الجنود وقالت بالإنجليزية: نحن لا نهاب الموت..أطلق بندقيتك لكى تجعلوا منى مس كافن الثانية (إشارة إلى ممرضة انجليزية أعدمها النازيون فى الحرب العالمية الثانية). وقد سقطت بالفعل فى ذلك اليوم الشهيدات: نعيمة عبد الحميد، ونعيمة خليل، وفاطمة محمود، ونعمات محمد، وحميدة سليمان، ويمنى صبيح. إننا نشير عادة إلى الدور الريادى العظيم لقاسم أمين فى تحرير المرأة، وكتابه الأشهر تحرير المرأة، وهذا صحيح تماما، ولكن من الصحيح أيضا أنه وضع ذلك الكتاب بدعم من الشيخ محمد عبده وأحمد لطفى السيد وسعد زغلول الذى كان من نفس جيل قاسم أمين، الذى كان عمره وقت تحرير الكتاب 36 عاما و كان عمر سعد 41 عاما. ولقد توفى قاسم أمين مبكرا فى 1908 ولكن قدر لسعد زغلول أن يكون هو المنفذ الفعلى لأفكار قاسم أمين فى تحرير المرأة المصرية.
وسجل التاريخ بحروف من نور أسماء الرائدات العظيمات لنهضة المرأة المصرية مثل هدى شعراوى وسيزا نبراوى.. واللاتى تبعتهن اسماء مئات وآلاف النساء المصريات العظيمات فى كل الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية. تحية للمرأة المصرية العظيمة فى عيدها المئوى!.