بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
أمر يثير الاشمئزاز، هذا الذى طلع به علينا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عقب فوزه للمرة الثانية بالرئاسة، بمقترحاته بشأن تهجير سكان غزة إلى الأردن ومصر! حقا، لقد حفلت أحاديث ترامب الأخيرة بكثير من الأفكار الغريبة التى تلفت النظر إلى مزيج من الجهل والغطرسة اللتين يتمتع بهما رئيس أكبر وأقوى دولة فى عالم اليوم.. (ولو أن ذلك يحد منه وجود مؤسسات متعددة، سياسية وبحثية.. إلخ لها ثقلها المؤثر هناك)... تحدث ترامب عن استعادة قناة بنما، وعن تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وعن الحد من الهجرة...إلخ. ولكن ما همنى ولفت نظرى بالذات تصريحان! أولهما...، إن أمريكا أعظم حضارة «فى التاريخ»..؟ نعم.. كلنا نعرف قيمة الولايات المتحدة فى عالم اليوم عسكريا وسياسيا وعلميا... أما وصفها بأنها أعظم حضارة فى «التاريخ»...فهو تعبير ديماجوجى من شخص يجهل التاريخ ولا يعرف معنى الحضارة!....أما.. «أم التخاريف»(!!) التى صدرت عن السيد ترامب فقد نطق بها سيادته وهو جالس على مقعده الوثير بالطائرة الرئاسية «إيرفورس وان» قائلا... «إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، ولا سيما أن غزة مدمرة بشكل تام وفى حالة فوضى عارمة» وكأن الذى دمر غزة هما الأردن ومصر! لا وألف لا ياسيد ترامب. مصر لم ولن تخذل أبدا فلسطين وقضيتها العادلة. موقف مصر المبدئى والثابت، الذى أعلنته وكررته مرارا بلسان الرئيس السيسى، على نحو قاطع لا لبس فيه هو رفض التهجير القسرى للفلسطينيين، حفاظا على القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، والأمر نفسه أعلنه الأردن مرارا بكل قوة ووضوح، مثلما أكدته كذلك كل القمم العربية. لقد سارعت الخارجية المصرية فأكدت أمس الأول هذا الموقف المصرى، وأرجو ألا تتأخر كل الدول العربية، وجامعة الدول العربية، فى إعلان موقف واضح إزاء تلك التخاريف الترامبية السخيفة والمرفوضة!