بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
“الديناميكا-2 يعيد البهجة لطلاب الثانوية العامة”...ذلك هو عنوان الخبر الذى نشرته الأهرام فى صدر صفحتها الأولى صباح الأحد الأول من امس (3/7) حول إعادة امتحان مادة الميكانيكا لطلاب الثانوية العامة (شعبة الرياضيات) الذى تم صباح السبت الماضى، بدلا من الامتحان الذى تم إلغاؤه بعد فضيحة تسريبه. وقال الخبر إن العديد من الطلاب خرجوا من لجان الامتحان قبل موعد انتهائه بربع ساعة بسبب سهولته الشديدة، وهو ما تكررت الاشارة إليه فى صحف أخرى!. إن لى هنا ملاحظتين: الاولى، أننى لا ارتاح إطلاقا إلى هذا المنهج فى تقييم الإمتحانات وامتداح سهولتها و الذم فى صعوبتها...إلخ. أن جوهر فكرة الامتحان هى قياس قدرة الطالب ودرجة تحصيله ومستوى ذكائه..إلخ وهى أمور تتفاوت- بالضرورة- بين طالب آخر، و بالتالى، فإن الامتحان أو الاختبار بالمعنى السليم هو ذلك الذى يفلح فى تقدير هذا التفاوت بين الطلاب، بين من ينجحون ومن يرسبون، وفى الفرز- داخل الناجحين- بين العاديين او المتوسطين و بين المتفوقين والأوائل. هذه ألف باء الامتحانات، وبالتالى فليست و ظيفة الإمتحانات هى صنع “البهجة” و إنما وظيفتها هى القياس العادل والنزيه للتفاوت بين الطلاب! الملحوظة الثانية، أنه ليس من الصعب تصور احتمال أن تكون تلك السهولة الشديدة لامتحان الاعادة فى مادة الميكانيكا أمرا مقصودا لامتصاص سخط الطلاب و عائلاتهم بسبب الأعباء المفهومة لاعادة الامتحانات، مما يثير ايضا التوقعات بسهولة امتحانات الإعادة للمواد الاخرى التى تعرضت للتسريب! ما مغزى ذلك ؟ مغزاه- فى تقديرى- ان اختيار إعادة الامتحان فقط فى المواد التى تم التحقق من تسريبها، و ليس إلغاء امتحان الثانوية العامة كله ، كان اختيارا خاطئا، حتى ولو كان هو الاختيار الاسهل و الارخص، وسوف يسجل عام 2016 باعتباره الاسوأ فى تاريخ هذه الشهادة العريقة، وسوف يلاحق التشكيك فى نتيجته كل من اجتازوه، وما كنا نتمنى ذلك أبدا!