بقلم : د.أسامة الغزالى حرب
منذ أن قررت أن أخصص كلمة الإثنين للحديث عن الكتب، فإن السؤال: عن أى كتب ينبغى أن أتحدث، لم استطع الاستقرار على إجابة عنه ترضى الجميع! فبعد الحديث عن كتاب أو اثنين من الكتب التى تصدر فى السوق المصرية والعربية اكتشفت استحالة المهمة فى إطار يوم واحد اسبوعيا، فقررت ترك المهمة لصفحات الكتب المتخصصة بالصحف، ورأيت-بدلا عن ذلك- عرض الكتب البارزة التى كان لها تأثير كبير، و بدأت بالفعل بالحديث عن «شخصية مصر»، لعالمنا الكبير الراحل جمال حمدان، وهنا اتصل بى الزميل الفاضل حمدى رزق قائلا-كما كتبت فى 5/9- أن الأجدى هو أن أتحدث عن الكتب الأجنبية، فامتثلت على الفور لنصيحته وتحدثت عن كتابين حديثين متواليين، اولهما لسياسية هندية بارزة، والآخر لمؤلف سياسى أمريكى شهير، غير أن هذا الإختيار بدوره لم يرق لقراء آخرين، وأفسح هنا المجال لفقرات من رسالة مطولة أرسلها لى المحامى السكندرى الكبير موفق جاد الله :«كانت مفاجأة صادمة أنكم بادرتم بالاستجابة إلى ما طلبه الاستاذ حمدى رزق فى الاقتصار على عرض الكتب الأجنبية...ووجه المفاجأة أن لغتنا العربية غزيرة بأمهات الكتب، وهى إن أحسن اختيارها تعبير عن الاشتباك الحى و المثمر بين ثقافتنا و ثقافة الغرب، وقد لا نجد هذا الاشتباك فى المؤلفات الأجنبية.. وقد بدأ هذا الاشتباك فى مطلع القرن الـ 19.. بكتابات رفاعة الطهطاوي...بعدها توالى الصعود فى طريق النهضة، وتوالى السفر إلى شمال المتوسط، وننتقل إلى سلامة موسى ورحلته إلى فرنسا وانجلترا، ورحلة طه حسين إلى فرنسا، وبعده لويس عوض وتوفيق الحكيم، كما شهدت تلك الفترة مؤلفات أحمد أمين التى تفتح الباب للحديث عن تجديد الفكر الدينى.... فهل نهمل هذا كله بدعوى أنها كتب يعلمها الكافة، ولا حاجة بنا لعرضها أم الحاجة ما زالت قائمة تحتاج إلى إلحاح، بل وتحتاج إلى دق الطبول عليها ونحن نرى أن المجتمع المصرى والعربى فى حاجة إلى إعادة تأهيل ثقافى...ونرى المفكرين أمامنا فى مصر يحاكمون ويزج بهم فى السجن بسبب أفكارهم... ذلك كله رغم أننى أكن للأستاذ حمدى رزق أسمى آيات التقدير وأقرأ له كل اسبوع تسع مقالات بالمصرى اليوم والأخبار والمصور، وهى مقالات متميزة بغير جدال». حسنا. ما رأيك أنت أيها القارئ العزيز؟.