بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
فى سنوات الطفولة البعيدة، و منذ منتصف خمسينيات القرن الماضى كنت أواظب باهتمام شديد على قراءة مجلة «سمير» للأطفال، من الغلاف للغلاف، و أتابع حكايات ونوادر شخصياتها المميزة، مثل سمير و تهته، وباسل، وسامبو و دقدق، و السلطان بهلول...إلخ. وقد سبق لى أن كتبت عن إحدى شخصياتها التى كانت تلفت نظرى كثيرا ، وهى شخصية «بعجر السخيف»، التى هى نموذج للشخص الذى نطلق عليه بعامية هذه الأيام «غلس»التى لا أعرف أصلها اللغوى! أى هو الشخص الذى يتفنن فى التنغيص على الآخرين و«العكننة» عليهم..أو ما يسمى بالفصحى التنطع! أى التزيد فى الكلام الفارغ غير المفيد، و فى الحديث الشريف :«هلك المتنطعون»، أى الغالون المتجاوزون للحدود فى أفعالهم وأقوالهم. و هذه الأيام، وبمناسبة الاحتفال بعيد الأم يطل علينا أكثر من بعجر سخيف يستنكرون علينا الاحتفال به باعتباره «لا يدخل ضمن أعياد المسلمين، وأنه من البدع والمحدثات التى دخلت على ديار المسلمين من ديار الكفار» لا أيها السادة..هونوا على أنفسكم، و حاولوا أن تفهموا و تقرءوا.هذا بالطبع ليس عيدا دينيا (Feast) و لكنه مناسبة اجتماعية، والترجمة الصحيحة لها كما صاغها «الكفار» هى «يوم الأم» mother’s day أما أعيادنا الدينية فهى تدخل فى الـ Feasts أى عيد الفطر و عيد الأضحى، مثل عيد الميلاد وعيد القيامة عند المسيحيين...إلخ ، وأما لماذا أطلقنا عليه نحن تلك التسمية، فإن سببها كما أعتقد لغوى بحت باعتبارها مناسبة «تعود» كل عام لاأكثر و لا أقل، مثلما تعودنا أن نقول عيد الثورة و عيد الجلاء و عيد تحرير سيناء (والتى – بالمناسبة- لم نسمع منكم اعتراضا عليها!)....ما رأيكم؟ هل تحتفلون معنا بعيد الأم ، أقصد يوم الأم ؟!
المصدر : صحيفة الأهرام