بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هل كنا نتصور مثلا أن يصدر عن «هيئة كبار العلماء» بيان واضح وجريء يتصدى لكارثة فوضى الطلاق الشفوى (وقبلها فوضى الزواج الشفوي) التى أدت- وفق ماأعلنه اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة و الإحصاء إلى الإسهام فى وقوع 199 ألف حالة طلاق فى عام 2015 بنسبة زيادة 10% عن العام الذى يسبقه 2014 ونفس النسبة لعام 2013
ومشيرا إلى وقوع 23 حالة طلاق فى كل ساعة فى مصر، وأن 40% من الحالات تتم فى السنوات الخمس الأولى للزواج. ماذا قال «كبار العلماء»...؟ قالوا إن وقوع الطلاق الشفوى هو ما استقر عليه المسلمون حتى يوم الناس هذا، دون اشتراط إشهار أو توثيق. هل كنا نتصور رأيا غير ذلك؟ ولكن هناك أزهريون آخرون فقهاء أيضا و متخصصون أيضا ولكنهم يمتلكون من الإحساس بالمسئولية ومن الشجاعة مايجعلهم يقولون بغير ذلك. الدكتورة آمنة نصير البرلمانية والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية قالت إن الحديث عن تقنين الطلاق لا يعتبر مساسا بالشريعة فى شيء، بل يصلح الأوضاع الاجتماعية بما يتناسب مع ظروف الدولة، والأستاذ د.سعد الدين الهلالى اعترض على هذه الفتوى وقال إنها تحتمل الخطأ والصواب، والرأى نفسه عبر عنه د.خالد الجندى . فضلا عن آراء عديد من المشايخ والعلماء الأجلاء السابقين مثل محمد عبده وسيد سابق وجاد الحق وغيرهم من الأسماء اللامعة فى تاريخ الفقه الإسلامي.ولكننا نكبنا بجبهة علماء الأزهر التى سبق أن ألغاها جمال عبد الناصر فى عام 1960 ضمن تطوير الأزهر وحل محلها مجمع البحوث الإسلامية. غير أن هيئة كبار العلماء عادت فى يوليو 2012 مع مشارف حكم الإخوان ،فى عهد الشيخ الطيب،ألا يدعو هذا الوضع إلى مراجعة هذه العودة لهيئة اتسمت مواقف كثيرة لها فى تاريخها منذ إنشائها فى 1911 بالرجعية والجمود...؟
المصدر : صحيفة الاهرام