بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
لا شك أننا جميعا كنا نتمنى أن يفوز منتخب مصر ببطولة كأس الأمم الإفريقية فى مباراته مساء أمس الأول ـ الأحد ـ والتى انتهت بخسارته 1/2 أمام فريق الكاميرون القوى. ولا شك ايضا أن المشاركة فى البطولة حظيت بمتابعة واسعة من قطاعات كبيرة من الشعب المصرى. المشاركة كانت مشرفة وكانت عودة قوية للفريق المصرى لتلك البطولة التى عقدت أولى مسابقاتها منذ ستين عاما بالضبط فى عام 1957 بالسودان. وكما هو معروف، فقد فازت بها مصر سبع مرات كان آخرها فى عام 2010 وبعد ثورة يناير 2011 وما صحبها بالضرورة من اضطراب فى كثير من نواحى الحياة فى مصر غابت المشاركة المصرية عن السنوات 2012, و 2013 و2015. عودة مصر إذن، بعد ذلك الغياب، وبتلك القوة التى أوصلتها للمباراة النهائية، لها مغزاها الذى لا يمكن إنكاره، حتى مع خسارة المباراة . من ناحية أخرى، فإن المتابعة الشعبية الواسعة لمباريات المسابقة ليست أمرا غريبا على الإطلاق، فكرة القدم هى الرياضة الشعبية الأولى فى مصر، وقد افتقدت الجماهير فى السنوات القليلة الماضية متعة مشاهدة مباريات الكرة، مثلما افتقد اللاعبون والأندية حرارة و زخم التشجيع الجماهيرى فى مدرجات الملاعب. أفلا تدعونا تلك المناسبة للتفكير جديا فى عودة الجماهير إلى الملاعب بعد هذا الغياب الطويل؟ لقد سبق أن كتبت فى هذا المكان فى 22 سبتمبر 2015 داعيا إلى عودة جمهور الكرة إلى الملاعب وأنا هنا اليوم أكرر تلك الدعوة لعودة الجماهير بما ينطوى عليه ذلك من رسائل للعالم الخارجى حول الاستقرار فى مصر والتشجيع لعودة السياحة وتدفق الاستثمارات الخارجية. وأنا هنا أؤيد وأدعم دعوة النائب بمجلس النواب رضا البلتاجى فى ديسمبر الماضى وكذلك دعوة النائب محمد فؤاد هذا الشهر، لعودة الجماهير إلى ملاعب كرة القدم ، ولا أتصور أبدا أن يكون ضبط الأمن فيها - كما يحدث فى الدنيا كلها- مسألة مستحيلة!
المصدر: الأهرام اليومي