بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
قضيت أول أمس-السبت 25 فبراير- يوما رائعا فى مرسى مطروح تمنيت أن يشاركنى فيه كل أبناء مصر. ذهبت الى هناك بدعوة من المحافظ الذى حظيت به مطروح اللواء علاء أبو زيد.لقد سبق أن كتبت أكثر من مرة عن اللواء أبو زيد بعد ان علمت –دون سابق لأى معرفة- بتخطيطه العلمى لمستقبل مطروح، ثم نشاطه لجذب المستثمرين لمشروعاته الطموحة لها، والتى أوقن أنها تعد بمستقبل باهر يقلب احوال مطروح رأسا على عقب. غير أن زيارتى هذه المرة لمطروح كانت لسبب آخر ، هو حضور «الحوار المجتمعى لمشروع بناء المحطة النووية لتوليد الكهرباء بمنطقة الضبعة» الذى نظمه اللواء أبوزيد بمشاركة الوزير المتميز الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة وبحضور عدد كبير من القيادات التنفيذية و السياسية.وتأملوا معى هذا المشهد: الآلاف من أهالى محافظة مطروح، وأهالى الضبعة بشكل خاص، الذين هم بالأساس من البدو أصحاب وسكان هذه المنطقة، وهم يستمعون و يتحاورون حول مشروع المحطة النووية التى سوف تقام على أرضهم! ان المقابلة بين الثقافة البدوية البسيطة والأولية من ناحية، وبين العالم الجديد المقبل عليهم فى شكل أكثر المشروعات تقدما علميا وتكنولوجيا، مشروع بناء محطة نووية، هو أمر مثير للدهشة والتأمل! كيف يمكن أن يتعايش البدوى الذى عاش معظم حياته على رعى الماعز والأغنام مع المحطة النووية بكل ما تعنيه من تقدم علمى وتكنولوجي. كان مشهدا تاريخيا مثيرا لأبناء مطروح و الضبعة وهم يستمعون لخبراء التكنولوجيا النووية والأمان النووى وهم يشرحون لهم هذا العالم الغريب المقبل عليهم.ان أعظم ما فى هذا المشهد أنه كان ديمقراطيا بامتياز، مغزاه هو احترام الناس، احترام الشعب، احترام أهالى المنطقة التى سوف تحتضن المشروع الكبير، ليخرجوا من هذا الحوار وقد عرفوا ماهى تلك المحطة، وما فائدتها، وما هى مخاطرها، وما هى إجراءات الأمان فيها، وكيف سوف تغير تلك المنشاة الجديدة - منشآتهم - حياتهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وفى هذا السياق لم تكن غريبة على الاطلاق مشاهد الحب الصادق التى أسبغها أبناء مطروح والضبعة على محافظهم علاء أبو زيد، لقد حاورهم واحترمهم وأحبهم، فحاوروه، وبادلوه حبا بحب، و احتراما باحترام!