بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
كنت أنوى - عزيزى القارئ - أن استأنف اليوم حديثى الذى بدأته أمس عن مسلسلات رمضان، ولكننى أجد نفسى مدفوعا اليوم، لأتحدث عن أمر طارئ آخر، لم يبعث على المتعة الفنية أو حتى التسلية الخفيفة، التى تحدثها المسلسلات الرمضانية، ولكنه أحدث الضيق والقرف من الواقعة السخيفة التى شهدتها آلاف الجماهير المصرية، التى ذهبت فى التاسعة مساء أمس الأول، إلى استاد القاهرة - (وكثير منهم حضروا بالطبع من خارج القاهرة فى نهار رمضان- ليحضروا مباراة «القمة»!) المعتادة، والتى ينتظرها دائما بشوق مشجعو كرة القدم، ليس فقط فى مصر، وإنما فى الوطن العربى كله..، إنها مباراة الأهلى والزمالك! والتى انتظرها معهم أيضا ملايين المشاهدين على شاشات التليفزيون، والذين كنت واحدا منهم! ومع الاستعداد للاستمتاع بليلة رياضية - رمضانية مبهجة....، تلقى الجميع دشا باردا سخيفا ومفاجئا، بل هى أمطار غزيرة رعدية شملت آلاف الجماهير التى ذهبت مبكرة لمشاهدة مباراة المتعة الكلاسيكية والعريقة فى كرة القدم المصرى، مباراة الأهلى والزمالك! وشملت معها ملايين المتابعين على شاشات التليفزيون! إنها إلغاء المباراة بسبب انسحاب النادى الأهلى، وعدم حضور فريقه للمباراة! إننى لا أكتب كلماتى هذه كمعلق رياضى، وإنما كمواطن عادى يحب مثل ملايين المصريين المشاهدة التليفزيونية لمباريات كرة القدم، خاصة طبعا الأهلى والزمالك. ولكنى أضم صوتى للكثيرين الذين أعربوا عن سخطهم مما حدث من مسئولى النادى الأهلى، الذين- أيا كانت أسباب انسحابهم- تصرفوا بذلك الشكل الطفولى الذى تم قبل وقت المباراة نفسها، وانصراف آلاف الجماهير التى انتظرت ساعات طويلة. إن وصف ما حدث بأنه عك هو أقل وأخف وصف. إننى أنتظر من د. أشرف صبحى وزير الرياضة تحقيقا جادا فى تلك الواقعة السخيفة، والتى وقعت فى وجود شخصيات كروية عالمية، يتصادف وجودها اليوم فى مصر!