بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هذه ــ أولا ــ كلمة شكر واجبة منى للدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، لاستجابته الطيبة لما كتبته فى هذا العمود يوم الخميس الماضى مناشدا سيادته دعم «مهرجان الطبول والفنون التراثية» الذى تنظمه مؤسسة حوار لفنون وثقافات الشعوب. غير أن تلك الاستجابة، مثلما تلقى الضوء على خصوصية وأهمية دور «وزير الثقافة» فى مصر، كما سبق أن ذكرت، فإنها تدفعنى ــ ثانيا ــ وذلك ما يهمنى هنا، لمناشدة د.هنو باعتباره مثقفا أصيلا راسخ القدم فى مجاله، أن يعمل على إعادة الفنون المختلفة فى مصر إلى قواعدها الأصلية، أى النشاط الخاص والأهلى! حقا..، لقد طالبت د. هنو ــ باعتباره وزيرا للثقافة ــ بدعم مؤسسة حوار، اتساقا مع الوضع الجارى الآن.. ولكننى أسأل: د.هنو .. هل قامت نهضة مصر الفنية العظيمة، فيما اصطلحنا على تسميته «الحقبة الليبرالية» بين 1922و 1952 على «الدولة».. أم أنها قامت ــ أولا وأخيرا ــ على الأنشطة والفرق الخاصة التى رعت وازدهر فى خلالها أعظم فنانى مصر بدءا من دولت وجورج أبيضـ ويوسف وهبىـ ونجيب الريحانىـ وأم كلثومـ ومحمد عبدالوهابـ وأنور وجدىـ وليلى مرادـ وكاميلياـ وأسمهانـ ومديحة يسرىـ وفردوس محمد.. حتى رشدى أباظة وعبدالحليم حافظ.. وغيرهم عشرات من الفنانين، والفرق المسرحية، فضلا عن النهضة السينمائية والغنائية العظيمة التى صحبتها..؟ تلك مهمة ليست سهلة على الإطلاق..، ولكنى أتصور أنه جهد لا بد من البدء به، وإعطاؤه أولوية يستحقها. وأذكر ــ فى هذا السياق ــ ما سبق أن دعوت إليه مرارا، وهو تشجيع وجذب رجال الأعمال، وكذلك سراة المصريين وأثرياؤهم ــ وهم والحمد لله كثيرون ــ لأن يقتحموا ميدان الإنتاج الفنى بكل أشكاله. حقا، هناك رواد كثر موجودون وراسخو الأقدام فى مصر، وهم أعلام كبار معروفون، ولكننى أتصور أن بإمكان مصر، بوزنها السكانى والتاريخى والثقافى الكبير، أن تقدم ما هو أكبر بكثير...وشد حيلك يا وزيرنا ودكتورنا العزيز أحمد فؤاد هنو!