بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك ، كل عام و أنتم بخير! وقد خطر ببالى صباح امس، الثلاثين من شهر رمضان، أن
أنظر للخلف متسائلا: ما هو حصاد رمضان هذا العام فى مصر؟ لا اقصد من الناحية الدينية والروحية ...إلخ و لكن من الناحية الاجتماعية والثقافية العامة. وابتداء أقول إننى عندما أكتب انطباعاتى فأنا أكتبها من زاوية «قاهرية» بحتة، ومن موقع الطبقة الوسطى بشكل عام، وهنا أطرح ابتداء تساؤلا موضوعيا: هل هناك جهد علمى بذل أو يبذل لدراسة وقياس حياة المصريين فى رمضان بطبقاتهم المختلفة، وفى أقاليم مصر من الإسكندرية إلى أسوان، ومن سيناء حتى الواحات الغربية،...أتمنى أن أعرف الإجابة! بعد ذلك أقول إن حياتنا الاجنماعية والثقافية فى ذلك الشهر الكريم سادتها، كالعادة و لكن بافراط شديد هذه المرة، حقيقتان، الأولى: الإفراط فى الأكل و التنوع فيه، وبالرغم من أن رمضان هو شهر للصيام والامتناع عن الأكل والتقليل منه، فإننا جعلناه شهرا للأكل، بل والأكل المميز، والافراط فيه بامتياز! فضلا عن أطعمة رمضان المميزة (وبالمناسبة، قرأت أن كلمات ياميش وخشاف ...إلخ تعود إلى أصول تركية فى العصر الفاطمى، وتعنى أساسا الفاكهة المجففة والمكسرات!) وقد تعددت الموائد الرمضانية هذا العام بشكل قياسى بدءا من أفخرالفنادق و المطاعم إلى موائد الرحمن التى سمعت أن بعضها سعى لإدراجه فى موسوعة جينز! الثwانى هو الاستسلام لجهاز التليفزيون، والوقوع فريسة لقوى ثلاث: المسلسلات التى سجل عددها هذا العام فيما يبدو رقما قياسيا، واعلانات التبرع للمرضى بالسرطان التى تتسول بالأطفال المصابين به والتى حاصرتنا بشكل فج (وسوف أتحدث عنها تفصيلا فى وقت لاحق) ، وإعلانات المنتجعات السكنية الفاخرة التى تسعى لأن تقنعك بأن المعيشة فى أوروبا وأمريكا هى المثل الأعلى ألذى ينبغى أن تتطلع إليه، والذى يوفر لك الماء والخضرة و الوجه الحسن (الذى هو دائما أشقر، شاهق البياض!) ولا يمكنك أن تميز فيها بين من يصدق ومن ينصب.إنه للأسف حصاد هزيل لشهر يستحق ما يختلف عن هذا كثيرا!