بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
قبل أن أهم بكتابة هذه الكلمات صباح أمس، كنت أطالع كالعادة صحف الصباح، فلفت نظرى مقال للزميل والصديق الأستاذ محمد أمين فى عموده اليوم «على فين» فى «المصرى اليوم» تحت عنوان «الرئيس يحتفل بثورة يناير» قال فيه إن معلومات وصلته من وكالة أنباء الشرق الأوسط تفيد بأن الرئيس السيسى سوف يشهد الثلاثاء (أى اليوم)...«مراسم الاحتفال السنوى بعيد الشرطة»....ولم يذكر خبر الوكالة على الإطلاق أن الإحتفال يوافق عيد الشرطة وثورة 25 يناير.أى أن الأستاذ أمين استنتج من الخبر أن الاحتفال سوف يتم فقط بعيد الشرطة وليس بعيد الثورة. غير أننى قرأت الخبر على نحو مختلف تماما، واتصلت به أقول إننى فهمت ــ على العكس ــ أن الاحتفال بعيد الشرطة مبكرا ــ فى 24 يناير يعنى تخصيص يوم 25 يناير للاحتفال بعيد الثورة. ولكن أمين تشكك فى كلامى وكرر ما كتبه قائلا «هل أصاب خبر الوكالة الرسمية عوار أو تضليل...وما معنى ألا يكون فى الأفق أى شىء عن 25 يناير مع أننا على بعد ساعات منه؟ هل الرئيس لا يعترف بـ 25 يناير؟ هل يتصور مثلا أنها كانت ثورة الإخوان، وما تفسير ألا تحتفل الدولة بأهم ثورة فى تاريخ مصر» غير اننى قلت له إننى لا أتصور إلا أن يحتفل الرئيس السيسى احتفالا لائقا بـ 25 يناير لأنها ببساطة هى أساس شرعية الدستور القائم، وبالتالى هى أساس شرعية الرئيس السيسى نفسه، فضلا عن أنه هو الذى قاد بجسارة حركة تصحيح هذه الثورة فى 30 يونيو. ولكنى فى الحقيقة أعذر محمد أمين تماما، فأى متابع للإعلام المصرى وما أخذت تطفح به بعض القنوات من تسريبات على نحو يتناقض مع الدستور ومع الشرعية، تقوم بها بالقطع أجهزة معينة، مستهدفة تشويه رموز وقيادات 25 يناير...لا بد أن يتساءل ما هى تلك الأجهزة؟ وماذا تريد بالضبط ؟! وهل ذلك هو الاحتفال بثورة أبهرت العالم وجعلت ميدان التحرير رمزا للثورة فى العالم؟ واتفقنا ــ أمين وأنا ــ أن ننتظر ما سوف يفعله الرئيس!