بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
اليوم هو الثانى عشر من شهر رمضان الكريم، وكل عام ونحن المصريين جميعا بكل خير! وعندما أقول «المصريين» فأنا أعنى طبعا، جميع المصريين، مسلميهم ومسيحييهم أو «اقباطهم».. نعم، لايصوم المسيحيون فى رمضان، ولكنهم فى الحقيقة «يعيشون» رمضان كله، ويشاركون فى مظاهره الحياتية كلها، وتلك هى عظمة مصر وسر عبقريتها وتفردها، التى جعلت رمضان فى مصر «حاجة تانية» كما يقول الفنان العربى - الخليجى الكبير حسين الجسمى! أو لأمر ما، أصبحت المسلسلات التليفزيونية فى مقدمة مظاهر الحياة العامة فى رمضان فى السنوات الأخيرة (التى عاصرتها شخصيا بدءا من برنامج الإذاعية الكبيرة الراحلة آمال فهمى فوازير رمضان! والتى انتقلت لفوازير نيللى وشريهان الاستعراضية الكبيرة فى التليفزيون…إلخ). والمثير هنا أن شهر رمضان أصبح الآن هو الموسم الرئيس المستهدف للمسلسلات التليفزيونية، التى تشد مشاهدى ما بعد الإفطار! المهم...، أن ما حدد المسلسل الذى أتابعه كان هو بالاساس موعده بعد الإفطار مباشرة، أو ربما فى وقت بعد ذلك وفق ما أسمعه من ترجيحات الأشقاء والأصدقاء! إلخ. فى هذا السياق، ووفقا لظروف الوقت أساسا، سعدت بمشاهدة الجزء الثانى من مسلسل «أشغال شقة» بطولة الفنانين الموهوبين هشام ماجد وأسماء جلال، وأيضا بعض حلقات من «ولاد الشمس» بطولة الفنان الكبير محمود حميدة واحمد مالك وطه الدسوقى إلخ. غير أننى أعتقد أن هذا الحشد والزحام الكبير من المسلسلات فى شهر رمضان يظلم بشدة مواهبنا الرائعة من المبدعين (تمثيلا وتأليفا وإخراجا.. إلخ). فعلاوة بالطبع على ما يفترضه من تفرغ شبه كامل من المواطنين لتلك المشاهدة، بعيدا عما يفرضه الشهر الكريم من عبادة وصلوات. وأخيرا، فإن وجود هذه الأعمال الفنية، الكثيرة والخصبة يفترض وجود حركة نقدية قوية وموضوعية، تضع تلك الأعمال فى موضع النقد والتحليل العلمى والموضوعى، وهذا ما أتمناه وانتظره!