بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
ما هذه الأفكار والمقترحات الغريبة التى يتحفنا بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هذه الأيام عن إعادة إعمار قطاع غزة؟ ففى الوقت الذى أعدت فيه مصر خطة جادة لإعادة إعمار قطاع غزة، بعد التدمير الشامل غير المسبوق للقطاع بكل مبانيه، وبكل مرافقه، بلا أى استثناء، الذى أحدثه العدوان الإسرائيلى العنصرى.. ومع اعتماد مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى الأخير فى جدة لتلك الخطة، التى أعدت بالتنسيق مع دولة فلسطين، واستنادا أيضا إلى دراسات للبنك الدولى والصندوق الإنمائى التابع للأمم المتحدة.... ومع الجهود التى يبذلها وزير الخارجية د.بدر عبدالعاطى لحشد الدعم الدولى اللازم لتنفيذ هذه الخطة..، بما فى ذلك إمكانية استضافة مصر مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار غزة... إلخ يتحدث ترامب، ويكرر حديثا هزليا، عن تحويل غزة إلى «ريفييرا» الشرق الأوسط! إنه يتحدث فى هذا الشأن كرجل أعمال يفكر فى إنشاء منتجع سياحى ترفيهى، على إحدى مناطق الساحل الشرقى للبحر المتوسط، وليس كرئيس لأكبر دولة فى العالم، يفترض أنه يعلم جيدا أسباب وتفاصيل تدميرغزة! طبعا هو يعلم – إلى جانب التدمير الهائل فى القطاع – أن 80% من سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية، والغالبية العظمى من الشباب عاطلون عن العمل! وقد ظننت ان السيد ترامب يتصور أن يعمل الغزاويون فى الريفييرا الجديدة مثلا كأصحاب أعمال أوموظفين أو عمال أو حتى جرسونات وسفرجية وعمال نظافة.. ولكننى اكتشفت أنه يتحدث عن «ريفييرا غزة» بعد تهجير سكانها منها! وأرجو أن ترجع عزيزى القارئ أيضا إلى مقطع على «السوشيال ميديا» تم عمله بالذكاء الاصطناعى، يظهر برجا معماريا فاخرا فى غزة، يشبه «برج ترامب» فى نيويورك، باسم «ترامب غزة»، فى حين يستجم ترامب ونيتانياهو على شاطئ ريفييرا غزة. و لم يكن غريبا أن لقيت خطط ترامب الهزلية تأييدا من بنيامين نيتانياهو، خاصة أفكاره عن إعطاء أهل غزة «حرية» مغادرة بلدهم! كان الله فى عون غزة، وفى عوننا!