بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أرسل لى مالكو وسكان بعض الفيلات، الواقعة فى أول شارع التسعين الجنوبى قرب منزلى، بمنطقة التجمع الخامس، القاهرة الجديدة، شكوى تتعلق بمفاجأتهم، دون سابق إنذار أو إعلام أو تشاور... بعمال يقومون بخلع وكسر وحفر، فى منطقة بالقرب من محطة المونوريل المسماة «وان ناينتى» (على اسم المجمع «الكومباوند» السكنى القريب منها) والتى سوف يبدأ تشغيلها، مع بدء تسيير المونوريل إن شاء الله. يتردد بين السكان أن الغرض من أعمال الحفر والتكسير هو إنشاء مقهى ومخبز وكافيتريا»... السكان يتساءلون ويتعجبون، وأنا أتساءل وأتعجب معهم..! ما هذا..! مقهى ومخبز وكافيتريا تقام على قارعة الطريق، فى منطقة تعج بمئات... نعم «مئات» الكافيتريات والمقاهى، والتى أصبح المواطنون من كل أنحاء القاهرة يتوافدون إليها، علاوة على المخابز الوفيرة، فى منطقة أعيش فيها منذ بدء إنشائها قبل ربع قرن، ولا تحتاج على الإطلاق للمزيد منها! بل إنه قد يؤدى فى النهاية إلى تحويل التجمع الخامس إلى منطقة عشوائية..؟! إننى أرفع هذه الشكوى إلى الفريق مهندس كامل الوزير، ليس فقط بصفته «وزيرا للنقل»، ولكن بصفته أحد أبرز المسئولين والشخصيات العامة، التى تجمع بين الكفاءة، والانضباط، والنزاهة... راجيا، ليس فقط التحقق من تلك الواقعة، واتخاذ ما يلزم بشأنها، وإنما أيضا التوجيه بوضع قواعد عامة وتقاليد لمراعاة إعلام السكان فى أى منطقة، مسبقا، بما يزمع القيام به من أعمال حفر أو تكسير أو إنشاء لمرافق أو منشآت. إنها تقاليد تتبعها - للأمانة - بعض الشركات الكبيرة والشهيرة.، فى بعض المناطق، وياحبذا لو تكون ملزمة لجميع الجهات، حكومية أو عامة أو خاصة.
وأخيرا.. أحب هنا أن أذكر وأن أشدد على أن الغالبية الساحقة من أصحاب البيوت والفيلات المتضررة ليسوا من أبناء الذوات أو الطبقات العليا..، ولكنهم من أبناء الطبقة الوسطى الذين بنوا هذه المساكن والفيلات من عملهم وكدهم، وأن من حقهم أن يجنوا مع أبنائهم وأحفادهم ثمار «شقى عمرهم» بهدوء وبلا تكدير!