بقلم : د. أسامة الغزالى حرب
أتابع منذ أكثر من عقدين الأفكار والمشروعات المعلنة عن تنمية وتعمير سيناء، وكتبت ما يقرب من عشر مرات حول هذا الموضوع، وتابعت بالذات ما عرف بالمشروع القومى لتنمية سيناء الذى اسهمت فى وضعه هيئات كثيرة منها هيئة الجايكا اليابانية...إلخ وكان انطباعى العام هو أن مشروع تنمية سيناء وكذلك غيره من الافكار المتعلقة بتنمية وتعمير سيناء لم يتحقق منها إلا نسب ضئيلة.للغاية. غير أننى أعلم أيضا أن الرئيس السيسى اهتم منذ عامه الأول فى الحكم بتنمية سيناء، وتهيئة الأوضاع فيها للمشروعات المختلفة، خاصة إتاحة فرص العمل للشباب...،
فى ضوء ذلك أقول إننى متفائل كثيرا هذه المرة بأن تأخذ مشروعات تنمية سيناء طريقها للتنفيذ السريع والحاسم يختلف جذريا عما تم من قبل، أسوة بما تم فى المشروعات القومية الكبرى فى الأعوام القليلة الماضية.
ووفقا لما جاء فى صحف الأمس فقد بحثت الحكومة الموقف التنفيذى لخطط ومشروعات التنمية فى سيناء، والتى شملت مشروعات عديدة لإنشاء مدن جديدة وجامعات ومراكز بحثية، والتنمية الزراعية والصناعية ومشروعات للإسكان والصحة والتعليم...إنه جهد كبير يستهدف توفير مليونى فرصة عمل.
نحن إذن أمام خطط و أفكار رائعة تجد هذه المرة روحا قوية، ودافعا صادقا لتعمير وتنمية سيناء بإيقاع يختلف جذريا عما تم فى الماضى. والحقيقة أننى أشرت أكثر من مرة إلى التناقض الذى كنت أراه من الطائرة عابرا لسيناء بين تصحر منطقة شمال ووسط سيناء وخضرة صحراء النقب على الجانب الإسرائيلى، ذلك أمر فى طريقه الآن للانتهاء...خاصة إذا شهدنا حركة قوية بين الشباب المصرى للذهاب والعمل فى سيناء والاستقرار فى مدنها الجديدة الفتية. إنها إرهاصات تحول استراتيجى وتاريخى لسيناء، جدير بكل تقدير وتشجيع وتفاؤل!.