بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
اليوم (الاثنين 20 يناير) فى التاسعة والنصف صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة أى الرابعة والنصف عصرا بتوقيت القاهرة، تبدأ مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، مرة ثانية، ليكون الرئيس رقم 47 بعد أن كان الرئيس رقم 45 للمرة الأولى بين 2017 و2021. ومع أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لها دائما نكهتها المميزة الخاصة، إلا أن عودة ترامب ذات ملامح شديدة الخصوصية والإثارة، ربما يعود بعضها الى أن ترامب نفسه ملياردير، ووفق ما أعلن فقد تجاوز المبلغ المقدر لمراسم تنصيبه مائتى مليون دولار! وهذا المبلغ يفوق إجمالى ماسبق أن أنفقه أوباما (53 مليونا) وكلينتون (أقل من 24 مليونا). المهم، سوف يمثل ترامب اليوم، ليقسم اليمين الدستورية: «أقسم رسميا أننى سأقوم بآداء مهام منصب رئيس الولايات المتحدة بأمانة، وسأبذل قصارى جهدى، للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه».
أما عدد من سيحضرون الحفل فيقدر بمائتى ألف شخص (200 ألف) فى مقدمتهم عدد من المليارديرات من رؤساء شركات التكنولوجيا العملاقة مثل إيلون ماسك، مالك سبيس إكس وتسلا، أغنى رجل فى العالم بثروة تبلغ 442 مليار دولار وجيف بيزوس مؤسس أمازون، وتبلغ ثروته 251 مليار دولار، ومارك زوكربيرج مؤسس فيس بوك (200 مليار) إلخ....! هؤلاء يبدو ترامب بالنسبة لهم فقيرا بثروة متواضعة تبلغ 5.6 مليار دولار فقط! المهم بعد ذلك: ماذا يحمل رئيس أكبر وأقوى دولة فى العالم من أفكار بشأن قضايا العالم الملحة، وقضايا الشرق الأوسط. لقد أطلق ترامب وعيدا بترحيل المهاجرين «غير الشرعيين» وإغلاق الحدود الجانبية فى بلد قام أساسا على الهجرة.
ووعد أكثر من مرة بإنهاء الحرب فى أوكرانيا، فى موقف مريح لروسيا قائلا «إنه يجب إنهاء هذه الفوضى الحقيقية» أما فى الشرق الأوسط، وفيما يتعلق بغزة والعدوان الإسرائيلى الغاشم عليها فلا أعتقد أنه كان يمكن التوصل لوقف إطلاق النار الأخير دون الضغوط التى قام بها ترامب على بنيامين نيتانياهو!
نحن إذن أمام قيادة أمريكية جديدة وقوية، أشعر بتفاؤل حذر إزاءها... وإن غدا لناظره قريب!.