بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
الكتاب الذى أتحدث عنه هذا الاثنين عنوانه “ماذا حدث لثورة 25 يناير؟” لمؤلفه د. وحيد عبدالمجيد، و الذى صدر هذا العام عن دار الثقافة الجديدة. إن د. وحيد هو صديق وزميل عمر بالأهرام منذ أن انضم إلى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية عام 1979 أى منذ سبعة و ثلاثين عاما! كان فيها دائما باحثا متميزا دءوبا، تخصص اساسا فى الشئون المصرية و العربية، وتولى مناصب هامة فى مؤسسة الأهرام وخارجها،قبل أن يستقر به المقام الآن رئيسا لتحرير السياسة الدولية. الكتاب يضم مجموعة كبيرة و ثرية من المقالات والدراسات الى كتبها د. وحيد بعد ثورة 25 يناير مصنفة فى خمسة أبواب، غير أننى أتوقف هنا طويلا أمام المقدمة الرصينة التى كتبها د. وحيد عن ثورتى 25 يناير و30 يونيو و العلاقة بينهما. إنها تتضمن تحليلا ينتمى إلى أدبيات تحليل الظاهرة الثورية، والتى يعتبر الكتاب الكلاسيكى الشهير “تشريح الثورة” لمؤلفه الإمريكى “كرين برينتون” أبرز نماذجها. إن د. وحيد فى مقدمته يقدم بالفعل تشريحا وافيا و عميقا لثورتى 25 يناير و30 يونيو فى مصر، وهو يشرح كيف أن ثورة 25 يناير اختطفها الاخوان، فى حين حاولت قوى الثورة المضادة، التى هزمت فى يناير اختطاف ثورة 30 يونيو ضد الحكم الإخواني. ويرصد د. وحيد ما يعتبره- بحق- تقاعسا من قيادات “جبهة الانقاذ الوطني” فى مواجهة تلك المحاولات للعودة من جانب الثورة المضادة، ليؤول الوضع فى النهاية بالقوى الديمقراطية لأن تتحول إلى هياكل حزبية ديكورية فى نظام “شعبوى”، يرفض –بحكم طبيعته- السياسة من بابها ، و يختزل الشعب كله فى كتلة واحدة، ويدمج افراده فى إرادة علوية، ويسعى إلى علاقة مباشرة معه بدون حاجة إلى مؤسسات وسيطة. إنه تحليل عميق و جريء لباحث مرومق فى العلوم السياسية ، جدير بالقراءة والاستيعاب والمناقشة.