بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
فى هذا العمود، وفى صباح الاربعاء (3 مارس) الماضى، كتبت عن رجل الأعمال المصرى العالمى "عنان الجلالى"، قاصدا التعريف به وبقصة نجاحه الأسطورية، والتى تحمل لكل إنسان مصرى بلا استثناء، عديدا من الدروس والعبر، منذ ان غادر مصر فى عام 1967 عقب أن تعثر فى الحصول على الثانوية العامة متجها إلى فيينا بالنمسا ليبيع الصحف فيها، ثم ينتقل بعدها إلى إحدى المدن الصغيرة فى الدنمرك للعمل فى غسيل الصحون مقابل وجبة الغذاء، ليصبح بعد عقدين تقريبا رئيسا لاكبر شركة فنادق دنمركية، قبل ان يؤسس شركته الخاصة، سلسلة فنادق هلنان العالمية! ولا أريد هنا أن استرسل فى الحديث عن سيرة عنان الجلالى فهى متاحة لأى من يريد ذلك بمجرد نقر اسمه على الانترنت بأى لغة! وبعد أن كتبت كلمتى المشار إليها رافق عنان امير الدنمرك فى رحلة إلى مصر لزيارة معالمها السياحية من اسوان إلى الإسكندرية ليسهم فى تحسين الصورة الذهنية عن الأوضاع فى مصر، وإعادة جذب السياحة الأوروبية. واليوم أعود للكتابة عن عنان الجلالى بعد أن قابلته يوم الاثنين الماضى بدعوة منه فى أحدث فنادق هلنان بالقاهرة الجديدة، واستمعت منه إلى كلمات جديرة بأن يسمعها كثيرون معى، فذلك النمط من رجال الأعمال المرتبطين بوطنهم وبجذورهم، والذين يستثمرون أموالهم وخبراتهم فى تنمية بلدهم، خاصة فى مجال واعد دوما ولكنه حساس للغاية مثل مجال السياحة، يستحقون أن نصغى بكل انتباه لأفكارهم وكلماتهم المخلصة. وسوف أطرح هنا فكرة واحدة من عنان الجلالى وهو يقول – سعيا للتغلب على العواقب الوخيمة التى ترتبت على سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء فى آخر أكتوبر الماضى (2015)- لماذا لا تقيم مصر سواء من خلال الدولة أو شركة مصر للطيران وشركات السياحة أو المجتمع المدنى...إلخ نصبا تذكاريا لضحايا تلك الطائرة سواء فى شرم الشيخ أو فى موقع سقوط الطائرة فى سيناء يجسد مشاعرنا المتعاطفة مع ذويهم ومع مصابهم الفادح.؟ غير اننى فى النهاية أتساءل: إذا لم يكن عنان الجلالى يستحق التكريم من بلده التى يحرص على الاستثمار فيها وعلى خدمتها، فمن ذلك الذى يستحق؟!