بقلم -أسامة الغزالي حرب
فى قول واضح وصريح، وبلا أى مراوغة أو تحايل، تقدموا الآن أيها الفلسطينيون، وأعلنوا للعالم استعدادكم للتفاوض المباشر لتنفيذ حل الدولتين. التفاوض مع من؟ مع دولة إسرائيل، أيا كان رئيس وزرائها... فهذا شأنهم هم. ومرحبا بأى أطراف خارجية ولكن المهم الآن هو أنتم وهم! قولوا- على مرأى ومسمع من العالم كله- كل مطالبكم، لبناء دولتكم المستقلة. لا تتعصبوا ولا تتشنجوا إذا طلبوا منكم أن تكون دولة منزوعة السلاح..! هم سوف يقولون ذلك لأنهم ببساطة يخافون منكم! كما أن قضيتكم الآن ليست هى الكفاح المسلح، وإنما هى بناء الدولة الفلسطينية، التى أصبح العالم، كما قلت، متفهما لها، متجاوبا معها، ومؤيدا لها، ومستعدا لأول مرة للاعتراف الكامل بها! سوف تقولون إنها سوف تكون منقوصة السيادة! ولكن – وعلى سبيل المثال- ألم ترغم دول مثل ألمانيا، وإيطاليا واليابان..، بجلالة قدرها، بعد الحرب الثانية على أن تكون منقوصة السيادة...؟ فماذا فعلوا...، انصرفوا لبناء بلادهم وتعميرها، ولم يندبوا حظهم ويلطموا خدودهم حزنا على هزيمتهم وعلى فقدان الملايين من أبناء شعوبهم، وأنفقوا أموالهم، ومانالوه من مساعدات على إعادة البناء و التعمير!. إن بناء الدولة الفلسطينية الآن: إعادة إعمار الضفة الغربية وغزة، وإصلاح ما أفسده العدوان الإسرائيلى...ينبغى أن يكون الآن على رأس أهدافكم ومهامكم. والملايين منكم الآن- خاصة من الأطفال والنساء- يريدون أن يرتاحوا..أن يتعايشوا مع فقدان أعزائهم وأحبائهم. قدموا كل الشكر والاحترام والتبجيل لكل مقاتليكم الأبطال الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل فلسطين الحرة المستقلة، وجسدوا وخلدوا ذلك بكل الصور، ولكن فى نفس الوقت، قدموا للعالم الآن كوادركم السياسية والفكرية الرائعة، الرفيعة المستوى، التى تلمع اليوم على منصات الإعلام فى العالم معبرة عن الوجه الجديد المشرق والمتحضر للجمهورية الفلسطينية!