بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
مكرم محمد أحمد: عندما التحقت للعمل بمركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية بالاهرام عام 1977 كانت احدى امنياتى أن أتعرف عن قرب على صحفى كبير بالجريدة، كنت أستمتع ـــ منذ العقد الثانى من عمرى ــ بقراءة كل مايكتبه اسمه مكرم محمد أحمد. ولا أذكر متى تعرفت عليه مباشرة، ولكنه كان دوما بالنسبة لى نموذجا للصحفى بالمعنى الكامل و المجرد للكلمة . الصحفى الذى يستمد مكانته فقط من عمله وكفاءته المهنية، و ليس من أى مصدر آخر. أقول هذا بمناسبة حديث سمعته هذا الاسبوع لمكرم محمد أحمد مع الإذاعة البريطانية. الحديث كان ممتعا بما قدمه من معلومات عن التاريخ المهنى الحافل للاستاذ مكرم، ومواقفه المبدئية الشجاعة دفاعا عن حرية الصحافة والصحفيين. وفى نهاية الحديث أذاعت المذيعة أغنية أسمهان الشهيرة «يا حبيبى تعال الحقنى... » فقال بصدق طفولى مدهش «الحقيقة إنى كنت عاوز أطلب سماعها، ولكنى خجلت بحكم سنى» !
> صلاح منتصر: أظرف التعليقات التى كتبت عن مفاجأة الرأى العام المصرى باتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، والاعتراف بتبعيتها للمملكة،هو ذلك الذى كتبه الأستاذ الكبير صلاح منتصر فى عموده «مجرد رأى» (20/4) شبه تلك المفاجأة بما تضمنه المشهد الشهير فى فيلم الخطايا، الذى ظهر فى عام 1962 من إخراج حسن الامام، والذى فوجئ فيه عبد الحليم بعماد حمدى يقول له «أنا مش ابوك»! التشبيه طريف للغاية، ويفلح فى تصوير هول المفاجأة لدى بعض الشباب المصرى الذى خرج يحتج على ماتم إزاء أرض يعتقد انها مصرية، فأتاح فرصة ذهبية للاخوان، لم يترددوا فى استغلالها.
> زياد بهاء الدين: استمتع، وأقرا بإمعان كل كلمة يكتبها د. زياد بهاء الدين ، وأنصت لكل حديث يدلى به. إنه نموذج يجمع بين التزام المثقف، وعمق الأكاديمى، ومهارة المحامي. فى مقاله بالشروق (19/4)بعنوان «عن تظاهرات الجمعة الماضية حدد خمس حقائق أساسية» وهى: 1- هناك حالة متفاقمة من الغضب والاحتقان فى الشارع المصرى من سوء إدارة الدولة . 2- المظاهرات كانت أكثر عددا من التوقعات 3- عزوف الناس عن المشاركة دليل على الحيرة والتردد إزاء جدوى هذا الشكل من الاحتجاج.4- موضوع الجزيرتين لن يختفى إلا بعد أن يحسم قانونيا برضا الطرفين. 5- الدولة غير مدركة للانقسام المتزايد بينها وبين الناس.