بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
لم أشعر بالارتياح لمرور يومى 23 و 26 يوليو دون أن أتحدث عن ثورة يوليو فى ذكراها الرابعة والستين. فالقضايا
والمشكلات الراهنة كثيرة، وتتراكم، ويصعب على الكاتب تجاهلها، ولكن لا بأس، فالمناسبة لم تفلت بعد! وهناك الكثير من النقاط التى تطرح بعد مرور تلك الفترة الطويلة، خاصة أن الثورة كانت دائما محل خلاف بين من آمنوا بها وتحمسوا لها بشدة، وبين من كفروا بها و تحاملوا بقسوة عليها. غير أن النقطة التى تخطر ببالى اليوم هى السؤال: هل كان يمكن لثورة يوليو أن تقوم بدون جمال عبد الناصر؟ لا أعتقد ذلك، ولهذا لم يكن من الغريب أن يتمثل الاحتفال بثورة يوليو فى الحقيقة فى الاحتفال بجمال عبد الناصر، ولكن أشد ما ضايقنى هو أن يتلخص احتفال البعض بعبد الناصر فى زيارة قبره، وقراءة الفاتحة. لا أيها السادة، الاحتفال بيوليو وبعبد الناصر- أقصد الاحتفال غير الرسمى- هو باستذكار منجزات وإخفاقات عبد الناصر،خاصة فى ضوء الظروف التى نعيشها الآن والمشكلات التى تواجهنا، والاستفادة والتعلم منها، وعلى سبيل المثال فعندما واجه جمال عبد الناصر واقعة تسرب امتحان الثانوية العامة سنة 1960 لم يتردد إطلاقا فى إلغاء الامتحان كله فورا وإعادته بعد شهرين، و كان ذلك أمرا صعبا وقاسيا ولكنه عكس إصرارا على عدم الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ، خاصة أنه كان يحرص-فى عيد العلم- على أن يكرم بنفسه أوائل الثانوية العامة. وعندما هزمت مصر بقيادة جمال عبد الناصر هزيمة مذلة لم يشعر الشعب بمذلة مثلها، علمنا أن جمال عبد الناصر بكل قوته وشعبيته لم يكن مسيطرا على أجهزة ومؤسسات فاسدة، سماها عبد الناصر «مراكز القوى»، واكتشفنا أن الرئيس- أى رئيس- لا يمكن أن يكون كامل القوة أو مطلق النفوذ!